responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 245

و يهتاج منه كلّ ما كان ساكنا # دعاء حمام لم تبت بوكون‌ [1]

و إنّ ارتياحي من بكاء حمامة # كذي شجن داويته بشجون

كأنّ حمام الأيك حين تجاوبت # خزين بكى من رحمة لحزين‌ [2]

و مما عارضت به صريع الغواني في قوله:

أديرا عليّ الرّاح لا تشربا قبلي # و لا تطلبا من عند قاتلتي ذحلي‌ [3]

فيا حزنى أني أموت صبابة # و لكن على من لا يحلّ له قتلي

فديت التي صدّت و قالت لتربها # دعيه، الثّريّا منه أقرب من وصلي‌

فقلت على رويّه:

أ تقتلني ظلما و تجحدني قتلي # و قد قام من عينيك لي شاهدا عدل

أطلاب ذحلي ليس بي غير شادن # بعينيه سحر فاطلبوا عنده ذحلي‌ [4]

أغار على قلبي فلما أتيته # أطالبه فيه أغار على عقلي

بنفسي التي ضنّت بردّ سلامها # و لو سألت قتلي وهبت لها قتلي

إذا جئتها صدّت حياء بوجهها # فتهجرني هجرا ألذّ من الوصل

و إن حكمت جارت عليّ بحكمها # و لكن ذاك الجور أشهى من العدل

كتمت الهوى جهدي فجدّده الأسى # بماء البكا هذا يخط و ذا يملي

و أحببت فيها العذل حبّا لذكرها # فلا شي‌ء أشهى في فؤادي من العذل‌ [5]

أقول لقلبي كلّما ضامه الأسى # إذا ما أبيت العزّ فاصبر على الذلّ

برأيك لا رأيي تعرّضت للهوى # و أمرك لا أمري و فعلك لا فعلي

وجدت الهوى نصلا من الموت مغمدا # فجرّدته ثم اتّكأت على النّصل‌ [6]


[1] الوكون: جمع الوكن: و هو عشّ الطائر حيث كان.

[2] الأيك: جمع الايكة: و هي الشجر الكثير الملتف.

[3] الذحل: الحقد، الثأر.

[4] الشادن: ولد الظبية.

[5] العذل: اللوم و العتاب.

[6] النصل: حديدة الرمح و السهم و السكين.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست