responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 242

و كلاهما أخذه من حسان بن ثابت حيث يقول:

قفاؤك أحسن من وجهه # و أمّك خير من المنذر [1]

و قد يأتي من الشعر في طريق المدح ما الذمّ أولى به من المدح، و لكنه يحل ما قبله و ما بعده، و مثله قول حبيب:

لو خرّ سيف من العيوق منصلتا # ما كان إلا على هاماتهم يقع‌

هذا لا يجوز ظاهره في شي‌ء من المدح، و إنما يجوز في الذم و النحس؛ لو وصفت رجلا بأنه أنحس الخلق، لم تصفه بأكثر من هذا، و ليس للشجاعة فيه وجه؛ لأن قولهم «لو خر سيف من السماء لم يقع إلا على رأسه» .

أن تقول: هذا رأس كلّ نحس.

قولهم في رقة التشبيب‌

و من الشعر المطبوع الذي يجري مع النفس رقة و يؤدي عن الضمير إبانة، مثل قول العباس بن الأحنف:

و ليلة ما مثلها ليلة # صاحبها بالسّعد مفجوع

ليلة جئناها على موعد # نسري وداعي الشّوق متبوع

لمّا خبت نيرانها و انكفأ السّ # امر عنها و هو مصروع‌ [2]

قامت تثنّى و هي مرعوبة # تودّ أنّ الشّمل مجموع

حتى إذا ما حاولت خطوة # و الصّدر بالأرداف مدفوع‌ [3]

بكى وشاحاها على متنها # و إنما أبكاهما الجوع‌ [4]

فانتبه الهادون من أهلها # و صار للموعد مرجوع


[1] الى هنا ينتهي النقل عن الشيباني.

[2] انكفأ عنه: انصرف.

[3] الأرداف: جمع الردف: و هو الراكب خلف الراكب. أو العجز و هو المراد.

[4] المتن: الظهر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست