اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 201
ما زلت أرعى نجوم الليل طالعة # أرجو السلوّ بها إذ غبت عن نجمي
نجم من الحسن ما يجري به فلك # كأنه الدر و الياقوت في النظم
ذاك الذي حاز حسنا لا نظير له # كالبدر نورا علا في منزل النعم
و قد تناظر و البرجيس في شرف # و قارن الزّهرة البيضاء في توم [1]
فذاك يشبهه في حسن صورته # و ذا يزيد بخط الشعر و القلم
أشكو إلى اللّه ما ألقى لفرقته # شكوى محب سقيم حافظ الذمم
لو كنت أشكو إلى صمّ الهضاب إذا # تفطرت للذي أبديه من ألم
يا غادرا لم يزل بالغدر مرتديا # أين الوفاء أبن لي غير محتشم
إن غاب جسمك عن عيني و عن نظري # فما يغيب عن الأسرار و الوهم
إني سأبكيك ما ناحت مطوّقة # تبكي أليفا على فرع من النّشم [2]
ما يجوز في الشعر مما لا يجوز في الكلام
قال أبو حاتم: أبيح للشاعر ما لم يبح للمتكلم، من قصر الممدود، و مد المقصور، و تحريك الساكن، و تسكين المتحرك، و صرف ما لا ينصرف، و حذف الكلمة ما لم تلتبس بأخرى، كقولهم: فل، من فلان، و حم، من حمام.
قال الشاعر:
و جاءت حوادث من مثلها # يقال لمثلك: ويها فل
و قال مسلم بن الوليد:
سل الناس إني سائل اللّه وحده # و صائن وجهي عن فلان و عن فل