responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 200

بقرطبة قلبي و جسمي ببلدة # نأيت بها عن أهل ودّي و معشري‌ [1]

سقى اللّه من مزن السحائب ثرّة # دياركم اللاتي حوت كل جؤذر [2]

بحق الهوى أقر السلام على التي # اهيم بها عشقا إلى يوم محشري

لئن غبت عنها فالهوى غير غائب # مقيم بقلب الهائم المنفطر

كأن لم أبت في ثوبها طول ليلة # إلى أن بدا وجه الصباح المنوّر

و عانقت غصنا فيه رمّان فضّة # و قبلت ثغرا ريقه ريق سكر

أ أنسى و لا أنسى عناقك خاليا # و ضمّي و نقلي نظم درّ و جوهر

فوا حزني أن فرّق الدهر بيننا # و كدّر وصلا منك غير مكدّر

لقد غرّرت نفسي بحبك ضلة # و لو علمت عقبى الهوى لم تغرّر [3]

بكيت فما أغنى البكا عند صحبتي # و شوقي إلى رئم من الإنس أحور [4]

سلام سلام ألف ألف يكرر # و يا حاملا عني الرسالة كرّر

ألا يا نسيم الريح بلّغ سلامنا # وصف كلّ ما يلقى الغريب و خبّر

و قل لشعاع الشمس بلّغ تحيتي # سميّك و اقرأها على آل جعفر

و قال أيضا:

أقر السلام على إلف كلفت به # قد رمت صبرا و طول الشوق لم يرم

ظبي تباعد عن قربي و عن نظري # فالنفس والهة من شدة الالم

كنا كروحين في جسم غذاؤهما # ماء المحبة من هام و منسجم

إلفين هذا بهذا مغرم كلف # لا واحد في الهوى منا بمتّهم‌ [5]

للّه تلك الليالي و السرور بها # كأنما أبصرتها العين في الحلم

ففرق الدهر شملا كان ملتئما # منا و جمّع شملا غير ملتئم


[1] نأيت: ابتعدت.

[2] الثّرة: الصبّة. يقال ثرّت السحابة ماءها: أي صبته.

[3] عقبى الهوى: عاقبته.

[4] الرئم: الظبي الخالص البياض، أو ولد الظبي. و تشبه به الحسقاء.

[5] الكلف: الصبّ.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست