responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 199

و لا أنا ممن يؤثر اللهو قلبه # فأمسي في سكر و أصبح في سكر

و لا قارع باب اليهوديّ موهنا # و قد هجع النّوام من شهوة الخمر

و أوتغه الشيطان حتى أصاره # من الغيّ في بحر أضل من البحر [1]

أغذّ السّرى فيها إذا الشّرب أنكروا # و رهني عند العلج ثوبي من الفجر [2]

كأني لم أسمع كتاب محمد # و ما جاء في التنزيل فيه من الزجر

كفاني من كل الذي اعجبوا به # قليلة ماء تستقي لي من النهر

ففيها شرابي إن عطشت و كل ما # يريد عيالي للعجين و للقدر

بخبز و بقل ليس لحما و انني # عليه كثير الحمد للّه و الشكر

فيا صاحب اللّحمان و الخمر هل ترى # بوجهي إذا عاينت وجهي من ضرّ [3]

و باللّه لو عمّرت تسعين حجة # إلى مثلها ما اشتقت فيها إلى خمر

و لا طربت نفسي إلى مزهر و لا # تحنّن قلبي نحو عود و لا زمر

و قد حدّثوني أن فيها مرارة # و ما حاجة الإنسان في الشرب للمرّ

أخي عدّ ما قاسيته و تقلبت # عليك به الدنيا من الخير و الشر

فهل لك في الدنيا سوى الساعة التي # تكون بها السراء او حاضر الضر

فما ساق منها لا يحس و لا يرى # و ما لم يكن منها عميّ عن الفكر

فطوبى لعبد اخرج اللّه روحه # إليه من الدنيا على عمل البر

و لكنني حدّثت أنّ نفوسهم # هنالك في جاه جليل و في قدر

و أجسادهم لا يأكل الترب لحمها # هنالك لا تبلى الى آخر الدهر

و قال أيضا:

كتبت و شوق لا يفارق مهجتي # و وجدي بكم مستحكم و تذكري‌ [4]


[1] و أوتغه: أي قاده الى التهلكة.

[2] العلج: كل جاف شديد من الرجال.

[3] اللحمان: الذي كثر لحم بدنه. أو اللحم.

[4] الوجد: الشوق الشديد.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست