responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 198

دكدك منا ذرا جبال

شامخة في السماء شما [1] # و خصّنا دون من عليها

و زادهما بنا و غما # قد قرب الموت يا بن أمّا

فبادر الموت يا بن أمّا # و اعلم بأن من عصاك جهلا

من التّقي لم يطعك هما [2] # هو الهدى و الرّدى فإمّا

أتيت آتي الرّدى و إمّا [3] # ها أنا ذا فاعتبر بحالي

في طبق موصد معمّى # قد أسكنتني الذنوب بيتا

يخاله الإلف مستحمّا # فهل إلى توبة سبيل

تكون فيها الهموم هما # فتشكر اللّه لا سواه

لعلّ نعماه أن تتمّا # يا نفس جدّي و لا تميلي

فأفضل البرّ ما استتما # أو ابحثي عن فل ابن فلّ

تريه تحت التراب رمّا # لبئس عبد يروح بغيا

مع المساوي تراه دوما # في غمرة العيش لا يبالي

أحمده الجار أم أدمّا # كم بين هذا و بين عبد

يغدو خميص الحشى هضما [4] # يقطع آناءه صلاة

و دهره بالصلاح صوما [5] # إن بهذا الكلام نصحا

إن لم يواف القلوب صما # يا ربّ لي ألف ألف ذنب

إن تعف يا ربّ فاعف جما # فابرد بعفو غليل قلب

كأنّ فيه رسيس حمى‌ [6]

و قال الغزال:

لعمرى ما ملّكت مقودي الصّبا # فأمطو للذات في السهل و الوعر [7]


[1] دكدك: هدّم.

[2] الهمّ: الشيخ الباني.

[3] الرّدى: الهلاك.

[4] خميص الحشا: الذي ضمرت بطنه.

[5] الآناء: ساعات الليل.

[6] رسيس: الذي دخلت فيه الحمى و ثبتت.

[7] أمطو: أي أسرع‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست