responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 169

أكلتم أرضنا و جذذتموها # فهل من قائم أو من حصيد

فهبنا أمة هلكت ضياعا # يزيد أميرها و أبو يزيد

أ تطمع بالخلود إذا هلكنا # و ليس لنا و لا لك من خلود

ذروا جور الخلافة و استقيموا # و تأمير الأراذل و العبيد [1]

قال: فما منعك يا أمير المؤمنين أن تبعث إليه من يضرب عنقه؟قال: أ فلا خير من ذلك؟قال: و ما هو؟قال: نجتمع أنا و أنت فنرفع أيدينا إلى السماء و ندعو عليه.

فما زاد على أن أزري‌ [2] به.

زياد و الفرزدق في قوم هجاهم:

استعدى قوم زيادا على الفرزدق و زعموا أنه هجاهم، فأرسل فيه و عرض له أن يعطيه، فهرب منه و أنشد:

دعاني زياد للعطاء و لم أكن # لأقربه ما ساق ذو حسب وفرا [3]

و عند زياد لو يريد عطاءهم # رجال كثير قد يرى بهم فقرا

فلما خشيت أن يكون عطاؤه # أداهم سودا أو محدرجة سمرا [4]

نهضت إلى عنس تخوّن نيّها # سرى الليل و استعراضها البلد القفرا [5]

يؤمّ بها الموماة من لا ترى له # لدى ابن أبي سفيان جاها و لا عذرا

ثم لحق بسعيد بن العاص و هو والي المدينة، فاستجار به و أنشده شعره الذي يقول فيه:

إليك فررت منك و من زياد # و لم أحسب دمي لكما حلالا

فإن يكن الهجاء أحلّ قتلي # فقد قلنا لشاعركم و قالا


[1] الأراذل: جمع الأرذل: و هو الخسيس، أو الردي‌ء من كل شي‌ء.

[2] أزرى به: تهاون به و قصّر.

[3] الوفر: التام من كل شي‌ء.

[4] الأداهم: القيود. و المحدرجة: السياط المغارة المفتولة.

[5] العنس: الناقة القوية، شبهت بالصخرة لصلابتها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست