responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 168

و لا يردون الماء إلا عشيّة # إذا صدر الورّاد عن كل منهل‌ [1]

قال عمر: فإن ذلك أجم‌ [2] لهم و أمكن. قالوا فإنه يقول بعد هذا:

و ما سمّى العجلان إلا لقولهم # خذ القعب و احلب أيّها العبد و اعجل‌ [3] .

قال عمر: سيد القوم خادمهم. فما أرى بهذا بأسا.

معاوية و أبو بردة و عقيبة:

و نظير هذا قول معاوية لأبي بردة بن أبي موسى، و كان دخل حماما فزحمه رجل، فرفع الرجل يده فلطم بها أبا بردة فأثر في وجهه، فقال فيه عقيبة الأسدي:

فلا يصرم اللّه اليمين التي لها # بوجهك يا بن الأشعرين ندوب‌ [4]

قال: فاستعدى عليه معاوية، و قال: إنه هجاني!قال: و ما قال فيك؟قال. فأنشده البيت، قال معاوية: هذا رجل دعا و لم يقل إلا خيرا. قال: فقد قال غير هذا. قال:

و ما قال؟فأنشده:

و أنت امرؤ في الأشعرين مقابل # و في البيت و البطحاء أنت غريب‌ [5]

قال معاوية: و إذا كنت مقابلا في قومك فما عليك أن لا تكون مقابلا في غيرهم؟قال: فقد قال غير هذا. قال: و ما قال؟قال: قال:

و ما أنا من حداث أمّك بالضّحى # و لا من يزكيها بظهر مغيب‌

قال: إنما قال: ما أنا من حدّاث أمك. فلو قال إنه من حدّاثها لكان ينبغي لك أن تغضب، و الذي قال لي أشدّ من هذا. قال: و ما قال لك يا أمير المؤمنين؟قال:

قال:

معاوي إننا بشر فأسجع # فلسنا بالجبال و لا الحديد [6]


[1] المنهل: الورد: أي الموضع الذي فيه المشرب.

[2] أجمّ لهم: اكثر إراحة.

[3] القعب: القدح الضخم الغليظ

[4] صرم: قطع.

[5] المقابل: الكريم من كلا طرفيه.

[6] اسجح: أرفق، و أحسن العفو و تكرم.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست