responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 110

زيد فمكّنه النعمام، ثم سعي بينهما فحبسه حتى أتى على نفسه، و هو القائل:

أبلغ النّعمان عني مألكا # أنه قد طال حبسي و انتظاري

لو بغير الماء حلقي شرق # كنت كالغصّان بالماء اعتصاري‌ [1]

و عداتي شمّت أعجبهم # أنّني غيّبت عنهم في إساري

لامرئ لم يبل مني سقطة # إن أصابته ملمّات العثار [2]

فلئن دهر تولى خيره # و جرت بالنّحس لي منه الجواري

لبما منه قضينا حاجة # و حياة المرء كالشّي‌ء المعار

فلما قتل النعمان عديّ بن زيد العبادي-و هو من بني امرئ القيس بن سعد بن زيد مناة بن تميم-سار ابنه زيد بن عدي إلى كسرى فكان من تراجمته و كان النعمان عند كسرى، فحمله عليه، فهرب النعمان حتى لحق ببني رواحة من عبس، و استعمل كسرى على العرب إياس بن قبيصة الطائي، ثم إن النعمان تجول حينا في أحياء العرب، ثم أشارت عليه امرأته المتجردة أن يأتي كسرى و يعتذر إليه، ففعل، فحبسه بساباط [3] حتى هلك، و يقال أوطأه الفيلة.

و كان النعمان إذا شخص إلى كسرى أودع حلقته و هي ثمانمائة درع و سلاحا كثيرا، هانئ بن مسعود الشيباني، و جعل عنده ابنته هند التي تسمى حرقة، فلما قتل النعمان قالت فيه الشعراء، فقال فيه زهير بن أبي سلمى المزنيّ:

أ لم تر للنّعمان كان بنجوة # من الشرّ لو أنّ امرأ كان باقيا [4]

فلم أر مخذولا له مثل ملكه # أقلّ صديقا أو خليلا موافيا

خلا أنّ حيّا من رواحة حافظوا # و كانوا أناسا يتّقون المخزيا [5]

فقال لهم خيرا و أثنى عليهم # و ودّعهم توديع أن لا تلاقنا


[1] شرق: غصّ.

[2] العثار: الشرّ.

[3] ساباط: بالمدائن.

[4] النجوة: الارتفاع عن الأرض.

[5] رواحة: من عبس‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست