responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 111

يوم ذي قار

قال أبو عبيدة: يوم ذي قار هو يوم ذي الحنو، و يوم قراقر، و يوم الجبايات، و يوم ذات العجرم، و يوم بطحاء ذي قار، و كلهن حول ذي قار، و قد ذكرتهن الشعراء.

قال أبو عبيدة: لم يكن هانئ بن مسعود المستودع حلقة النعمان، و إنما هو ابن ابنه، و اسمه هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود، لأن وقعة ذي قار كانت و قد بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و خبّر أصحابه بها فقال: اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، و بي نصروا.

فكتب كسرى إلى إياس بن قبيصة يأمره أن يضم ما كان للنعمان، فأبى هانئ بن قبيصة أن يسلم ذلك إليه، فغضب كسرى و أراد استئصال بكر بن وائل.

و قدم عليه النعمان بن زرعة التغلبي و قد طمع في هلاك بكر بن وائل، فقال: يا خير الملوك، أ لا أدلك على غرة [1] بكر؟قال: بلى. قال: أقرها و أظهر الإضراب عنها حتى يجليها القيظ و يدنيها منك، فإنهم لو قاظوا [2] تساقطوا عليك بمالهم واديا يقال له ذو قار تساقط الفراش في النار، فأقرهم، حتى إذا قاظوا جاءت بكر بن وائل حتى نزلوا الحنو حنو ذي قار، فأرسل إليهم كسرى النعمان بن زرعة يخيّرهم بين ثلاث خصال: إمّا أن يسلموا الحلقة، و إمّا أن يعروا الديار، و إما أن يأذنوا بحرب!فتنازعت بكر بينها، فهمّ هانئ بن قبيصة بركوب الفلاة، و أشار به على بكر، و قال: لا طاقة لكم بمجموع الملك!فلم تر من هانئ سقطة قبلها.

و قال حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي: لا أرى غير القتال، فإنّا إن ركبنا الفلاة متنا عطشا، و إن أعطينا بأدينا تقتل مقاتلتنا و تسبى ذرارينا [3] . فراسلت بكر بينها


[1] الغرّة: الغفلة في اليقظة.

[2] قاظ بالمكان: أقام به أيام الحرّ.

[3] الذراري: يريد نساؤنا.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست