اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 98
لبعض الشعراء:
و قال الشاعر:
إذا ما الدهر جرّ على أناس # حوادثه أناخ [1] بآخرينا
فقل للشامتين بنا: أفيقوا # سيلقى الشامتون كما لقينا
لحكيم يعظ ابنه:
و قال حكيم لابنه: يا بني إني موصيك بوصية؛ فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري. اتق اللّه ما استطعت. و إن قدرت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، و غدا خيرا منك اليوم فافعل. و إياك و الطمع، فإنه فقر حاضر. و عليك باليأس فإنك لن تيأس من شيء قط إلا أغناك اللّه عنه. و إياك و ما يعتذر منه، فإنك لن تعتذر من خير أبدا، و إذا عثر عاثر [2] فاحمد اللّه ألاّ تكون هو يا بني، خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله، و إذا قمت إلى صلاتك فصلّ صلاة مودّع و أنت ترى ألاّ تصلي بعدها.
لعلي بن الحسين في مثله:
و قال علي بن الحسين عليهما السّلام لابنه: يا بني، إن اللّه لم يرضك لي فأوصاك بي، و رضيني لك فحذّرني منك. و اعلم أنّ خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودّة إلى التفريط [3] فيه، و خير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له [4] .
لحكيم في مثله:
و قال حكيم لابنه: يا بني، إن أشدّ الناس حسرة يوم القيامة: رجل كسب مالا من غير حلّه فأدخله النار، و أورثه من عمل فيه بطاعة اللّه فأدخله الجنة.