responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 97

و لغيرك ما تركت. يا بني؛ إنه من يرحم يرحم، و من يصمت يسلم، و من يقل الخير يغنم، و من يقل الباطل يأثم، و من لا يملك لسانه يندم. يا بني، زاحم العلماء بركبتيك، و أنصت إليهم بأذنيك، فإن القلب يحيا بنور العلماء كما تحيا الأرض الميتة بمطر السماء.

ابن صفوان ينصح ابنه:

و قال خالد بن صفوان لابنه: كن أحسن ما تكون في الظاهر حالا، أقلّ ما تكون في الباطن مآلا. ودع من أعمال السر ما لا يصلح لك في العلانية.

لأعرابي يوصي ابنه:

و قال أعرابي لابنه: يا بني، إنه قد أسمعك الداعي، و أعذر إليك الطالب، و انتهى الأمر فيك إلى حدّه؛ و لا أعرف أعظم رزية [1] ممن ضيّع اليقين و أخطأه الأمل.

لعلي بن الحسين يوصي ابنه:

و قال علي بن الحسين لابنه: و كان من أفضل بني هاشم: يا بني، اصبر على النوائب، و لا تعرّض للحتوف، و لا تجب أخاك من الأمر إلى ما مضرّته عليك أكثر من منفعته لك.

لحكيم في مثله:

و قال حكيم لبنيه: يا بنيّ؛ إياكم و الجزع عند المصائب؛ فإنه مجلبة للهمّ، و سوء ظنّ بالرب، و شماتة للعدوّ. و إياكم أن تكونوا بالأحداث مغترين، و لها آمين، فإني و اللّه ما سخرت من شي‌ء إلا نزل بي مثله؛ فاحذروها و توقّعوها. فإنما الإنسان في الدنيا غرض تتعاوره السهام، فمجاوز و مقصّر عنه، و واقع عن يمينه و شماله، حتى يصيبه بعضها. و اعلموا أنّ لكل شي‌ء جزاء، و لكل عمل ثوابا. و قد قالوا: كما تدين تدان؛ و من برّ يوما برّ به.


[1] الرزيّة: المصيبة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست