responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 99

ابن عتبة و أبوه:

عمرو بن عتبة قال: لما بلغت خمس عشرة سنة قال لي أبي: يا بني؛ قد تقطعت عنك شرائع الصّبا فالزم الحياء تكن من أهله، و لا تزايله‌ [1] فتبين منه؛ و لا يغرّنك من اغتر باللّه فيك فمدحك بما تعلم خلافه من نفسك؛ فإنه من قال فيك من الخير ما لم يعلم إذا رضي، قال فيك من الشر مثله إذا سخط. فاستأنس بالوحدة من جلساء السوء تسلم من غبّ عواقبهم.

لعبد الملك يوصي بنيه:

و قال عبد الملك بن مروان لبنيه: كفّوا الأذى، و ابذلوا المعروف، و اعفوا إذا قدرتم، و لا تبخلوا إذا سئلتم، و لا تلحفوا [2] إذا سألتم؛ فإنه من ضيّق ضيّق عليه، و من أعطى أحلف اللّه عليه.

للأشعث في مثله:

و قال الأشعث بن قيس لبنيه: يا بنيّ، لا تذلّوا في أعراضكم، و انخدعوا في أموالكم؛ و لتخفّ بطونكم من أموال الناس، و ظهوركم من دمائهم، فإنّ لكل امرئ تبعة [3] ؛ و إياكم و ما يعتذر منه أو يستحى؛ فإنما يعتذر من ذنب، و يستحي من عيب؛ و اصلحوا المال لجفوة السلطان و تغير الزمان، و كفوا عند الحاجة عن المسألة؛ فإنه كفى بالردّ منعا؛ و أجملوا في الطلب حتى يوافق الرزق قدرا؛ و امنعوا النساء من غير الأكفاء؛ فإنكم أهل بيت يتأسّى‌ [4] بكم الكريم، و يتشرف بكم اللئيم، و كونوا في عوام الناس ما لم يضطرب الحبل‌ [5] ، فإذا اضطرب الحبل فالحقوا بعشائركم.

من عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد اللّه:

و كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد اللّه في غيبة غابها: أما بعد فإن من اتقى اللّه وقاه، و من اتكل عليه كفاه، و من شكر له زاده، و من اقترضه جزاه. فاجعل التقوى


[1] تزايله: تفارقه.

[2] تلحفوا: تكثروا من السؤال.

[3] تبعة: ظلامة.

[4] يتأسى: يتمثّل.

[5] يضطرب الحبل: أي حبل الأمن.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست