responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 85

و قال صلّى اللّه عليه و سلم: «ابن آدم. اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، و صحّتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك» .

عبد اللّه بن سلام قال: لما قدم علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة أتيته، فلما رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذّاب؛ فسمعته يقول: «أيها الناس، أطعموا الطّعام، و أفشوا السلام، و صلّوا و الناس نيام» .

لعيسى عليه السّلام:

و قال عيسى بن مريم عليه السّلام: أ لا أخبركم بخيركم مجالسة؟قالوا: بلى يا روح اللّه. قال: من تذكّركم باللّه رؤيته، و يزيد في عملكم منطقه، و يشوّقكم إلى الجنة عمله.

و قال عيسى بن مريم عليه السّلام للحواريين: ويلكم يا عبيد الدنيا!كيف تخالف فروعكم أصولكم، و أهواؤكم عقولكم. قولكم شفاء يبرئ الدّاء، و فعلكم داء لا يقبل الدّواء. لستم كالكرمة التي حسن ورقها، و طاب ثمرها، و سهل مرتقاها.

و لكنكم كالسمرة [1] التي قلّ ورقها، و كثر شوكها، و صعب مرتقاها. ويلكم يا عبيد الدنيا!جعلتم العمل تحت أقدامكم من شاء أخذه، و جعلتم الدنيا فوق رءوسكم لا يمكن تناولها؛ فلا أنتم عبيد نصحاء، و لا أحرار كرام. ويلكم يا أجراء السوء! الأجر تأخذون، و العمل تفسدون، سوف تلقون ما تحذرون، إذا نظر ربّ العمل في عمله الذي أفسدتم، و أجره الذي أخذتم.

و قال عليه السّلام للحواريين: اتخذوا المساجد بيوتا، و البيوت منازل، و كلوا بقل البرية، و اشربوا الماء القراح، و انجوا من الدنيا سالمين.

و قال عليه السّلام للحواريّين: لا تنظروا في أعمال الناس كأنكم أرباب، و انظروا في أعمالكم كأنكم عبيد؛ فإنما الناس رجلان: مبتلى و معافى؛ فارحموا أهل البلاء،


[1] السّمرة: ضرب من شجر الطلح واحدته سمرة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست