responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 81

كتاب الزمردة في المواعظ و الزهد

لابن عبد ربه:

قال أحمد بن عبد ربه: قد مضى قولنا في الأمثال، و ما تفننوا فيها على كل لسان، و مع كل زمان؛ و نحن نبدأ بعون اللّه و توفيقه بالقول في الزهد و رجاله المشهورين به، و نذكر المنتخل من كلامهم، و المواعظ التي وعظت بها الأنبياء، و استخلصتها الآباء للأبناء، و جرت بين الحكماء و الأدباء؛ و مقامات العبّاد بين أيدي الخلفاء.

فأبلغ المواعظ كلها كلام اللّه تعالى الأعز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. قال اللّه تبارك و تعالى: اُدْعُ إِلى‌ََ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جََادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ `وَ إِنْ عََاقَبْتُمْ فَعََاقِبُوا بِمِثْلِ مََا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصََّابِرِينَ `وَ اِصْبِرْ وَ مََا صَبْرُكَ إِلاََّ بِاللََّهِ وَ لاََ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لاََ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمََّا يَمْكُرُونَ `إِنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [1] .

و قال جل ثناؤه: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللََّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوََاتاً فَأَحْيََاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [2] .

و قال: أَ وَ لَمْ يَرَ اَلْإِنْسََانُ أَنََّا خَلَقْنََاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذََا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ `وَ ضَرَبَ لَنََا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قََالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظََامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ `قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهََا أَوَّلَ مَرَّةٍ


[1] سورة النحل الآية 125.

[2] سورة البقرة الآية 28.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست