و قال غيره:
إذا كنت لا أعفو عن الذنب من أخ # و قلت أكافيه فأين التفاضل
فإن أقطع الإخوان في كل عسرة # بقيت وحيدا ليس لي من أواصل
و لكنني أغضي الجفون على القذى # و أصفح عما رابني و أجامل
متى ما يربني مفصل فقطعته # بقيت و ما لي للنهوض مفاصل
و لكن أداويه فإن صحّ سرّني # و إن هو أعيا كان فيه التجامل
و قال:
يديفون لي سمّا و أسقيهم الحيا # و يقرونني شرا و شري مؤخّر [1]
كأني سلبت القوم نور عيونهم # فلا العذر مقبول و لا الذنب يغفر
و قد كان إحساني لهم غير مرة # و لكن إحسان البغيض مكفّر [2]
و لغيره:
لم يبق من طلب الغنى # إلا التعرّض للحتوف
فلأقبلنّ و إن رأيت # الموت يلمع في الصفوف
إني امرؤ لم أوت من # أدب و لا حظّ سخيف
لكنه قدر يزو # ل من القويّ إلى الضعيف
[1] يديفون: يخلطون. الحيا: المطر.
[2] مكفّر: مستور.