responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 231

و إني إذا ما شئت لاقيت أسوة # تكاد لها نفس الحزين تطيب

فتى كان ذا أهل و مال فلم يزل # به الدهر حتى صار و هو حريب‌ [1]

و كيف عزاء المرء عن أهل بيته # و ليس له في الغابرين حبيب

متى يذكروا يفرح فؤادي لذكرهم # و تسجم دموع بينهنّ نحيب

دموع مراها الشّجو حتى كأنها # جداول تجري بينهنّ غروب‌ [2]

إذا ما أردت الصبر هاج لي البكا # فؤاد إلى أهل القبور طروب

بكى شجوه ثم ارعوى بعد عوله # كما واترت بين الحنين سلوب‌ [3]

دعاها الهوى من سبقها فهي واله # و ردّت إليّ الآن فهي تحوب‌ [4]

فوجدي بأهلي وجدها غير أنهم # شباب يزينون النّدى و مشيب‌

من رثت زوجها

قال أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي اللّه عنها ترثي زوجها الزبير بن العوام، و كان قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي السّباع و هو منصرف من وقعة الجمل و تروي هذه الأبيات لزوجته عاتكة التي تزوجها بعد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:

غدر ابن جرموز بفارس بهمة # يوم الهياج و كان غير معرّد [5]

يا عمرو لو نبّهته لوجدته # لا طائشا رعش الجنان و لا اليد

ثكلتك أمّك إن قتلت لمسلما # حلّت عليك عقوبة المتعمّد

لبانة زوجة الأمين ترثيه:

الهلالي قال: تزوّج محمد بن هارون الرشيد لبانة بنت عليّ بن ريطة، و كانت من أجمل النساء، فقتل محمد عنها و لم يبن بها، فقالت ترثيه:


[1] الحريب: المسلوب المال.

[2] مراها: استخرجها و استدرها.

[3] السلوب: الناقة مات ولدها.

[4] تحوب: ترق له و تتوجع.

[5] عرّد الرجل عن قرنه، إذا أحجم و نكل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست