responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 230

و كلّ امرئ يوما ملاق حمامه # و إن باتت الدّعوى و طال به العمر

و أبليت خيرا في الحياة و إنّما # ثوابك عندي اليوم أن ينطق الشّعر

ليفدك مولى أو أخ ذو ذمامة # قليل الغناء لا عطاء و لا نصر [1]

لشبل بن معبد البجلي:

أتى دون حلو العيش حتى أمرّه # نكوب على آثارهنّ نكوب

تتابعن في الأحباب حتى أبدنهم # فلم يبق منهم في الدّيار قريب

برتني صروف الدهر من كلّ جانب # كما ينبري دون اللّحاء عسيب‌ [2]

فأصبحت إلا رحمة اللّه مفردا # لدى الناس صبرا و الفؤاد كئيب

إذا ذرّ قرن الشمس علّلت بالأسى # و يأوي إليّ الحزن حين يئوب

و نام خليّ البال عنّي و لم أنم # كما لم ينم عاري الفناء غريب

تضرّ به الأيام حتى كأنّه # بطول الذي أعقبن و هو رقوب

فقلت لأصحابي و قد قذفت بنا # نوى غربة عمّن نحبّ شطوب‌ [3]

متى العهد بالأهل الذين تركتهم # لهم في فؤادي بالعراق نصيب

فما ترك الطاعون من ذي قرابة # إليه إذا حان الإياب نئوب

فقد أصبحوا لا دارهم منك غربة # بعيد، و لا هم في الحياة قريب

و كنت ترجّى أن تئوب إليهم # فعالتهم من دون ذاك شعوب

مقادير لا يغفلن من حان يومه # لهنّ على كلّ النّفوس رقيب

سقين بكأس الموت من حان حينه # و في الحيّ من أنفاسهنّ ذنوب‌ [4]

و إنا و إيّاهم كوارد منهل # على حوضه بالباليات نهيب

إليه تناهينا و لو حال دونه # مياه وراء كلّهن شروب

فهوّن عنّي بعض وجدي أنّني # رأيت المنايا تغتدي و تئوب

و لسنا بأحيا منهم غير أنّنا # إلى أجل ندعى له فنجيب


[1] الذمامة: العهد.

[2] العسيب: جريد النخل إذا نحى عنه خوصه.

[3] شطوب: مبعدة.

[4] الذنوب: الحظ و النصيب.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست