responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 213

المنصور و شعر لمطيع حين مات ولده:

الشيباني قال: لما مات جعفر بن أبي جعفر المنصور، اشتدّ عليه حزنه. فلما فرغ من دفنه التفت إلى الربيع فقال: يا ربيع، كيف قال مطيع بن إياس في يحيى بن زياد؟ فأنشد:

يا هل دواء لقلبي القرح # و للدّموع الذّوارف السّفح

راحوا بيحيى و لو تطاوعني الـ # أقدار لم تبتكر و لم يرح

يا خير من يحسن البكاء به الـ # يوم و من كان أمس للمدح

قد ظفر الحزن بالسّرور و قد # ألّم مكروهه من الفرح‌

و قالت أعرابية تندب ابنا لها:

أ بنيّ غيّبك المحلّ الملحد # إمّا بعدت فأين من لا يبعد

أنت الذي في كلّ ممسى ليلة # تبلى و حزنك في الحشا يتجدّد

و قالت فيه:

لئن كنت لي لهوا لعين و قرّة # لقد صرت سقما للقلوب الصّحائح

و هوّن حزني أنّ يومك مدركي # و أني غدا من أهل تلك الضّرائح‌

و قال أبو الخطّار يرثي ابنه الخطار:

ألا خبراني بارك اللّه فيكما # متى العهد بالخطار يا فتيان

فتى لا يرى نوم العشاء غنيمة # و لا ينثني من صولة الحدثان‌

و قال جرير يرثي ولده سوادة:

قالوا نصيبك من أجر فقلت لهم # كيف العزاء و قد فارقت أشبالي

ذاكم سوادة يجلو مقلتي لحم # باز يصرصر فوق المرقب العالي‌ [1]

فارقته حين غضّ الدهر من بصرى # و حين صرت كعظم الرّمّة البالي‌ [2]


[1] لحم: يأكل اللحم.

[2] الرمة: العظام البالية.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست