responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 212

لأبي العتاهية في رثاء ابن له:

و أصيب أبو العتاهية بابن له فلما دفنه وقف على قبره و قال:

كفى حزنا بدفنك ثم إني # نفضت تراب قبرك من يديا

و كنت في حياتك لي عظات # فأنت اليوم أوعظ منك حيّا

لأعرابي في رثاء ابن له:

و مات ابن لأعرابيّ فاشتد حزنه عليه، و كان الأعرابيّ يكنى به، فقيل له: لو صبرت لكان أعظم لثوابك!فقال:

بأبي و أمّي من عبأت حنوطه # بيدي و فارقني بماء شبابه

كيف السّلوّ و كيف أنسى ذكره # و إذا دعيت فإنما أدعى به‌

عمر بن الخطاب و أعرابي فقد ابنا له:

خرج عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يوما إلى بقيع الغرقد [1] ، فإذا أعرابي بين يديه، فقال: يا أعرابي، ما أدخلك دار الحق؟قال: وديعة لي هاهنا منذ ثلاث سنين. قال: و ما وديعتك؟قال: ابن لي حين ترعرع فقدته فأنا أندبه!قال عمر:

أسمعني ما قلت فيه: فقال:

يا غائبا ما يثوب من سفره # عاجله موته على صغره

يا قرّة العين كنت لي سكنا # في طول ليلي نعم و في قصره

شربت كأسا أبوك شاربها # لا بدّ يوما له على كبره

أشربها و الأنام كلهم # من كان في بدوه و في حضره‌ [2]

فالحمد للّه لا شريك له # الموت في حكمه و في قدره

قد قسم الموت في الأنام فما # يقدر خلق يزيد في عمره‌

قال عمر: صدقت يا أعرابي، غير أن اللّه خير لك منه!


[1] بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة.

[2] الحضر: المدن و القرى و الريف.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست