responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 207

تنفح بالمسك محاريبهم # و عنبر يقطبه قاطب‌ [1]

و الخبز و اللحم لهم راهن # و قهوة راووقها ساكب‌ [2]

و القطن و الكتّان أثوابهم # لم يجلب الصّوف لهم جالب

فأصبحوا قوتا لدود الثّرى # و الدهر لا يقي له صاحب

كأنما حياتهم لعبة # سرى إلى بين بها راكب‌

و قال أبو حاتم: بين: موضع من الحيرة على ثلاث ليال.

الشيباني قال: وجد مكتوبا على بعض القبور:

ملّ الأحبّة زورتي فجفيت # و سكنت في دار البلى فنسيت

الحيّ يكذب لا صديق لميت # لو كان يصدق مات حين يموت

يا مؤنسا سكن الثرى و بقيت # لو كنت أصدق إذ بليت بليت

أو كان يعمى للبكاء مفجّع # من طول ما أبكى عليك عميت‌ [3]

و قال محمد بن عبد اللّه:

و عما قليل أن ترى باكيا لنا # سيضحك من يبكي و يعرض عن ذكري

ترى صاحبي يبكي قليلا لفرقتي # و يضحك من طول اللّيالي على قبري

و يحدث إخوانا و ينسى مودّتي # و تشغله الأحباب عني و عن ذكري‌

من رثى ولده‌

فمن قولي في ولدي:

بليت عظامي و الأسى يتجدّد # و الصبر ينفد و البكا لا ينفد

يا غائبا لا يرتجى لإيابه # و لقائه دون القيامة موعد

ما كان أحسن ملحدا ضمّنته # لو كان ضمّ أباك ذاك الملحد

باليأس أسلو عنك لا بتجلّدي # هيهات أين من الحزين تجلد


[1] يقطبه: يمزجه.

[2] الراووق: ناجود الشراب الذي يروق به فيصفى.

[3] مفجع: متألم للمصيبة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست