اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 161
و النفس راغبة إذا رغّبتها # و إذا تردّ إلى قليل تقنع
و قال المسيح عليه السّلام: عجبا منكم!إنكم تعملون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بلا عمل، و لا تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل.
و قال الحسن: عيّرت اليهود عيسى عليه السّلام بالفقر؛ فقال: من الغنى أتيتم.
أخذ هذا المعنى محمود الورّاق فقال:
يا عائب الفقر أ لا تزدجر # عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر و من فضله # على الغنى إن صحّ منك النظر:
... أنّك تعصى كي تنال الغنى # و لست تعصى اللّه كي تفتقر
لإبراهيم:
سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون الطلب في أطارف الأرض.
و قال الأعمش: أعطاني البنانيّ مضاربه [1] أخرج بها إلى ماء، فسألت إبراهيم، فقال لي: ما كانوا يطلبون الدنيا هذا الطلب و بين ماء و بين الكوفة عشرة أيام.
ليونس بن حبيب:
الأصمعي عن يونس بن حبيب قال: ليس دون الإيمان غنى و لا بعده فقر.
قيل لخالد بن صفوان: ما أصبرك على هذا الثوب الخلق!قال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه.
بين حكيمين:
و كتب حكيم إلى حكيم يشكو إليه دهره: إنه ليس من أحد أنصفه زمانه فتصرّفت به الحال حسب استحقاقه، و إنك لا ترى الناس إلا أحد رجلين: إما مقدّم أخّره حظّه، أو متأخر قدّمه جدّه؛ فارض بالحال التي أنت عليها. و إن كانت دون أملك و استحقاقك اختيارا، و إلا رضيت بها اضطرارا.