responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 160

رأت حولها النّسوان يرفلن في الكسا # مقلّدة أجيادها بالقلائد

يسرّك أنّي نلت ما نال جعفر # و ما نال يحيى-في الحياة-بن خالد

و أنّ أمير المؤمنين أعضّني # معضّهما بالمرهفات الحدائد [1]

ذريني تجئنى منيتي مطمئنّة # و لم أتجشّم هول تلك الموارد

فإن الذي يسمو إلى الرتب العلى # سيرمى بألوان الفرى و المكايد [2]

وجدت لذاذات الحياة مشوبة # بمستودعات في بطون الأساود

و قال:

حتى متى أنا في حلّ و ترحال # و طول شغل بإدبار و إقبال

و نازح الدار ما أنفك مغتربا # عن الأحبّة ما يدرون ما حالي

بمشرق الأرض طورا ثم مغربها # لا يخطر الموت من حرص على بالي

و لو قنعت أتاني الرزق في دعة # إن القنوع الغنى، لا كثرة المال‌

و قال عبد اللّه بن عباس: القناعة مال لا نفاد له.

و قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، الرزق رزقان: فرزق تطلبه، و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك.

و قال حبيب:

فالرّزق لا تكمد عليه فإنه # يأتي و لم تبعث إليه رسولا [3]

و في كتاب للهند: لا ينبغي للملتمس أن يلتمس من العيش إلا الكفاف الذي به يدفع الحاجة عن نفسه، و ما سوى ذلك إنما هو زيادة في تعبه و غمه.

و من هذا قالت الحكماء: أقل الدنيا يكفي و أكثرها لا يكفي! و قال أبو ذؤيب:


[1] أعضه بالسيف: إذا ضربه به.

[2] مكايد: مفردها مكيدة، و هي الخبث و المكر.

[3] تكمد: الكمد: هم و حزن لا يستطاع إمضاؤه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست