اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 162
و قيل للأحنف بن قيس: ما أصبرك على هذا الثوب؟فقال: أحق ما صبر عليه ما ليس إلى مفارقته سبيل.
بين الأصمعي و أعرابية:
قال الأصمعي: رأيت أعرابية ذات جمال تسأل بمنى: فقلت لها: يا أمة اللّه، تسألين و لك هذا الجمال؟قالت: قدّر اللّه فما أصنع؟قلت: فمن أين معاشكم؟ قالت: هذا الحاج، نسقيهم و نغسل ثيابهم. قلت: فإذا ذهب الحاجّ فمن أين؟فنظرت إليّ و قالت: يا صلت [1] الجبين، لو كنا نعيش من حيث نعلم ما عشنا! و قيل لرجل من أهل المدينة: ما أصبرك على الخبز و التمر!قال: ليتهما صبرا عليّ.
الرضا بقضاء اللّه
قالت الحكماء: أصل الزهد الرضا عن اللّه.
و قال الفضيل بن عياض: استخيروا اللّه و لا تتخيروا عليه؛ فربما اختار العبد أمرا هلاكه فيه.
و قالت الحكماء: رب محسود على رخاء هو شقاؤه، و مرحوم من سقم هو شفاؤه، و مغبوط بنعمة هي بلاؤه.
و قال الشاعر:
قد ينعم اللّه بالبلوى و إن عظمت # و يبتلي اللّه بعض القوم بالنّعم
و قالوا: من طلب فوق الكفاية، رجع من الدهر إلى أبعد غاية.