responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 110

كلام شبيب بن شيبة للمهدي‌

قال العتبي: سألت بعض آل شبيب بن شيبة: أ تحفظون شيئا من كلامه؟قالوا:

نعم، قال للمهدي: يا أمير المؤمنين، إن اللّه إذا قسم الأقسام في الدنيا جعل لك أسناها و أعلاها، فلا ترض لنفسك في الآخرة إلا مثل ما رضي لك به من الدنيا، فأوصيك بتقوى اللّه فعليكم نزلت؛ و منكم أخذت، و إليكم تردّ.

من كره الموعظة لبعض ما فيها من الغلظ أو الخرق‌

بين الرشيد و واعظ:

قال رجل للرشيد: يا أمير المؤمنين، إني أريد أن أعظك بعظة فيها بعض الغلظة فاحتملها، قال: كلا، إنّ اللّه أمر من هو خير منك بإلانة القول لمن هو شر مني: قال لنبيّه موسى إذ أرسله إلى فرعون‌ فَقُولاََ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى‌ََ [1] .

سليمان بن عبد الملك و أعرابي:

دخل أعرابيّ على سليمان بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إني مكلّمك بكلام، فاحتمله إن كرهته، وراءه ما تحب إن قبلته، قال: هام يا أعرابي، قال: إني سأطلق لساني بما خرست عنه الألسن من عظتك. تأديه لحق اللّه تعالى و حق إمامتك:

إنه قد اكتنفك رجال أساءوا الاختيار لأنفسهم، فابتاعوا دنياك بدينهم، و رضاك بسخط ربهم، خافوك في اللّه و لم يخافوا اللّه فيك، فهم حرب الآخرة سلم للدنيا، فلا تأمنهم على ما ائتمنك اللّه عليه، فإنهم لا يألونك خبالا [2] ، و الأمانة تضييعا، و الأمة عسفا و خسفا [3] ، و أنت مسئول عما اجترحوا [4] و ليسوا مسئولين عما اجترحت، فلا


[1] سورة طه الآية 44.

[2] يألو: يقصر و الخبال: الفساد.

[3] العسف: الظلم، و الخسف: الانتقاص و الاذلال.

[4] جرحوا: عملوا.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست