responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 109

كلام عمرو بن عبيد عند المنصور

دخل عمرو بن عبيد على المنصور و عنده ابنه المهدي، فقال له أبو جعفر: هذا ابن أمير المؤمنين، و ولي عهد المسلمين؛ و رجائي أن تدعو له. فقال: يا أمير المؤمنين، أراك قد رضيت له أمورا يصير إليها و أنت عنه مشغول فاستعبر أبو جعفر و قال له عظني أبا عثمان!قال يا أمير المؤمنين!إنّ اللّه أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها. هذا الذي أصبح في يديك لو بقي في يد من كان قبلك لم يصل إليك! قال: أبا عثمان أعنّي بأصحابك، قال: ارفع علم الحق يتبعك أهله؛ ثم خرج، فأتبعه أبو جعفر بصرّة، فلم يقبلها؛ و جعل‌[المنصور]يقول:

كلكم يمشي رويد # كلّكم خاتل صيد [1]

غير عمرو بن عبيد

خبر سفيان الثوري مع أبي جعفر

لقي أبو جعفر سفيان الثوري في الطواف، و سفيان لا يعرفه، فضرب بيده على عاتقه و قال: أ تعرفني؟قال: لا، و لكنك قبضت عليّ قبضة جبّار، قال: عظني أبا عبد اللّه. قال: و ما عملت فيم عملت فأعظك فيما جهلت؟قال: فما يمنعك أن تأتينا؟قال:

إن اللّه نهى عنكم فقال تعالى: وَ لاََ تَرْكَنُوا إِلَى اَلَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ اَلنََّارُ [2]

فمسح أبو جعفر يده به ثم التفت إلى أصحابه فقال: ألقينا الحب إلى العلماء فلقطوا إلا ما كان من سفيان فإنه أعيانا فرارا.


[1] خاتل: ختل الصيد أي تخفى، فهو خاتل.

[2] سورة هود الآية 113.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست