responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 370

فلو أنني أرمى بنبل رأيتها # و لكنّني أرمى بغير سهام

على الراحتين تارة و على العصا # أنوء ثلاثا بعدهنّ قيامي‌

قال له الشعبي: ليس كذلك يا أمير المؤمنين، و لكن كما قال لبيد بن ربيعة، و قد بلغ سبعين سنة:

كأني و قد جاوزت سبعين حجّة # خلعت بها عن منكبيّ ردائيا

فلما بلغ سبعا و سبعين سنة قال:

باتت تشكّي إليّ النفس مجهشة # و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا # و في الثلاث وفاء للثمانينا

فلما بلغ مائة سنة قال:

و لقد سئمت من الحياة و طولها # و سؤال هذا الخلق كيف لبيد

فلما بلغ مائة سنة و عشرا قال:

أ ليس في مائة قد عاشها رجل # و في تكامل عشر بعدها عمر

فلما بلغ ثلاثين و مائة و قد حضرته الوفاة قال:

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما # و هل أنا إلاّ من ربيعة أو مضر

فقوما فقولا بالذي تعلمانه # و لا تخمشا وجها و لا تحلقا شعر

و قولا هو المرء الذي لا صديقه # أضاع و لا خان الخليل و لا غدر

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما # و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر

قال الشعبي: فلقد رأيت السرور في وجه عبد الملك طمعا أن يعيشها.

و قال لبيد أيضا:

أ ليس ورائي إن تراخت منيّتي # لزوم العصا تحنى عليها الأصابع

أخبّر أخبار القرون التي مضت # أدبّ كأنّي كلّما قمت راكع

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست