اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 2 صفحة : 192
صديق كلّما استغنيت عنهم # و أعداء إذا جهد البلاء
إذا ما جئتهم يتدافعوني # كأنّي أجرب آذاه داء
أقول و لا ألام على مقال # على الإخوان كلّهم العفاء [1]
و قالت الحكماء: لا شيء أضيع من مودة من لا وفاء له، و اصطناع من لا شكر عنده. و الكريم يودّ الكريم عن لقية واحدة، و اللئيم لا يصل أحدا إلا عن رغبة أو رهبة.
و في كتاب للهند: إن الرجل السّوء لا يتغير عن طبعه، كما أن الشجرة المرّة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلا مرّا.
و سمع رجل أبا العتاهية ينشد:
فارم بطرفك حيث شئـ # ت فلا ترى إلاّ بخيلا
و قال أيضا في هذا المعنى:
للّه درّ أبيك أيّ زمان # أصبحت فيه و أيّ أهل زمان
كلّ يوازنك المودّة جاهدا # يعطي و يأخذ منك بالميزان
فإذا رأى رجحان حبّة خردل # مالت مودّته إلى الرّجحان
و قال:
أرى قوما وجوههم حسان # إذا كانت حوائجهم إلينا
و إن كانت حوائجنا إليهم # يقبّح حسن أوجههم علينا
فإن منع الأشحّة ما لديهم # فإنّا سوف نمنع ما لدينا
و قال:
موالينا إذا احتاجوا إلينا # و ليس لنا احتياج للموالي