للبكري:
و خليل لم أخنه ساعة # في دمي كفّيه ظلما قد غمس
كان في سرّي و جهري ثقتي # لست عنه في مهمّ أحترس
ستر البغض بألفاظ الهوى # و ادّعى الودّ بغشّ و دلس [1]
إن رآني قال لي خيرا و إن # غبت عنه قال شرّا و دحس [2]
ثم لمّا أمكنته فرصة # حمل السيف على مجرى النّفس
و أراد الرّوح لكن خانه # قدر أيقظ من كان نعس
و أنشد العتبي:
إذا كنت تغضب من غير ذنب # و تعتب من غير جرم عليّا
طلبت رضاك فإن عزّني # عددتك ميتا و إن كنت حيّا
فلا تعجبنّ بما في يديك # فأكثر منه الذي في يديّا
و قال ابن أبي حازم:
و صاحب كان لي و كنت له # أشفق من والد على ولد
كنّا كساق تسعى بها قدم # أو كذراع نيطت إلى عضد
حتّى إذا دانت الحوادث من # عظمي و حلّ الزّمان من عقدي [3]
ازورّ عنّي و كان ينظر من # طرفي و يرمي بساعدي و يدي [4]
و قال:
و خلّ كان يخفض لي جناحا # أفاد غنى فنابذني جماحا [5]
فقلت له و لي نفس عزوف # إذا حميت تقحّمت الرّماحا [6]
سأبدل بالمطامع فيك يأسا # و باليأس استراح من استراحا
[1] الدّلس: الخديعة.
[2] دحس: أفسد.
[3] عقدي: قوّتي.
[4] ازورّ: ابتعد و أشاح بنظره.
[5] الجماح: الشرود.
[6] عزوف: ميل و ابتعاد.