اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 2 صفحة : 177
و قالوا: الأقارب هم العقارب.
و قيل لعطاء بن مصعب: كيف غلبت على البرامكة و كان عندهم من هو آدب منك؟قال: كنت بعيد الدار منهم، غريب الاسم، عظيم الكبر، صغير الجرم، كثير الالتواء، فقرّبني إليهم تباعدي منهم، و رغّبهم فيّ رغبتي عنهم، و ليس للقرباء ظرافة الغرباء.
و قال رجل لخالد بن صفوان: إني أحبك. قال: و ما يمنعك من ذلك و لست لك بجار و لا أخ و لا ابن عم؟يريد أنّ الحسد موكّل بالأدنى فالأدنى.
الشيباني قال: خرج أبو العباس أمير المؤمنين متنزّها بالأنبار، فأمعن في نزهته و انتبذ من أصحابه، فوافى خباء لأعرابي؛ فقال له الأعرابي: ممن الرجل؟قال: من كنانة. قال: من أيّ كنانة؟قال: من أبغض كنانة إلى كنانة. قال: فأنت إذا من قريش؟قال: نعم. قال: فمن أيّ قريش؟قال: من أبغض قريش إلى قريش. قال:
فأنت إذا من ولد عبد المطلب؟قال: نعم. قال: فمن أي ولد عبد المطلب أنت؟ قال: من أبغض ولد عبد المطلب إلى ولد عبد المطلب. قال: فأنت إذا أمير المؤمنين! السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.
فاستحسن ما رأى منه و أمر له بجائزة.
و قال ذو الإصبع العدواني:
لي ابن عم على ما كان من خلق # محاسد لي أقليه و يقليني [1]
أزرى بنا أنّنا شالت نعامتنا # فخالني دونه أو خلته دوني [2]
يا عمرو إلا تدع شتمي و منقصتي # أضربك حتى تقول الهامة اسقوني [3]
ما ذا عليّ و إن كنتم ذوي رحمي # ألاّ أحبّكم إن لم تحبوني
لا أسأل الناس عما في ضمائرهم # ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني