responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 176

الليلة كتاب معاوية أن أصلب أنا و مالك بن المنذر، و فلان، و فلان. فذكر رجالا من أشراف أهل البصرة؛ فوثبوا عليه و قالوا: يا عدوّ اللّه!أنت تصلب مع هؤلاء و لا كرامة لك؟فالتفت إلى الرجل فقال: أ ما تراهم قد حسدوني على الصّلب؟فكيف لو كان خيرا.

و قيل لأبي عاصم النبيل: إن يحيى بن سعيد يحسدك و ربما قرّضك‌ [1] . فأنشأ يقول:

فلست بحيّ و لا ميّت # إذا لم تعاد و لم تحسد

محاسدة الأقارب‌

كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعري: مر ذوي القرابات أن يتزاوروا و لا يتجاوروا.

و قال أكثم بن صيفي: تباعدوا في الديار تقاربوا في المودّة.

و قالوا: أزهد الناس في عالم أهله.

فرج بن سلام قال: وقف أمية بن أبي الأسكر على ابن عم له فقال:

نشدتك بالبيت الذي طاف حوله # رجال بنوه من لؤيّ بن غالب

فإنك قد جرّبتني فوجدتني # أعينك في الجلّى و أكفيك جانبي‌ [2]

و إن دبّ من قوم إليك عداوة # عقاربهم دبّت إليهم عقاربي‌

قال: نعم، كذلك أنت. قال: فما بال مئبرك‌ [3] لا يزال إليّ دسيسا؟قال: لا أعود!قال: قد رضيت و عفا اللّه عما سلف.

و قال يحيى بن سعيد: من أراد أن يبين عمله و يظهر علمه، فليجلس في غير مجلس رهطه.


[1] قرّضك: ذمّك.

[2] الجلّى: الأمر العظيم.

[3] مئبرك: نميمتك و فسادك.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست