responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 175

و قال حبيب الطائي:

و إذا أراد اللّه نشر فضيلة # طويت أتاح لها لسان حسود

لو لا اشتعال النار فيما جاورت # ما كان يعرف طيب عرف العود [1]

و قال محمد بن مناذر:

يا أيّها العائبي و ما بي من # عيب أ لا ترعوي و تزدجر

هل لك عندي وتر فتطلبه # أم أنت ممّا أتيت معتذر [2]

إن يك قسم الإله فضّلني # و أنت صلد ما فيك معتصر

فالحمد و الشكر و الثناء له # و للحسود التراب و الحجر

فما الذي يجتني جليسك أو # يبدو له منك حين يختبر

اقرأ لنا سورة تذكّرنا # فإنّ خير المواعظ السّور

أوصف لنا الحكم في فرائضنا # ما تستحقّ الانثى أو الذّكر

أو ارو فقها تحيا القلوب به # جاء به عن نبيّنا الأثر

أو من أحاديث جاهليّتنا # فإنها حكمة و مختبر

أو ارو عن فارس لنا مثلا # فإنّ أمثالها لنا عبر

فإن تكن قد جهلت ذاك و ذا # ففيك للناظرين معتبر

فغنّ صوتا تشجى القلوب به # و بعض ما قد أتيت يغتفر [3]

بصري يحسده قومه:

الأصمعي قال: كان رجل من أهل البصرة بذيّا شرّيرا، يؤذي جيرانه و يشتم أعراضهم؛ فأتاه رجل فوعظه فقال له: ما بال جيرانك يشكونك؟قال: إنهم يحسدونني!قال له: على أيّ شي‌ء يحسدونك؟قال: على الصّلب!قال: و كيف ذاك؟ قال أقبل معي. فأقبل معه إلى جيرانه، فقعد متحازنا؛ فقالوا: مالك!قال: طرق


[1] العرف: الرائحة.

[2] الوتر: الثأر.

[3] تشجي: من الشجو و هو الحنين و رقته.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست