responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 33

لأن الأهواء مشتركة. و رأس كل خطيئة، و الداعي إلى كل هلكة إبليس و قد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار، و لبئس الثمن أن يكون حظ امرئ موالاة لعدو اللّه، و الداعي إلى معاصيه!ثم اركب الحق و خض إليه الغمرات، و كن واعظا لنفسك، و أنشدك اللّه لما ترحمت على جماعة المسلمين فأجللت كبيرهم، و رحمت صغيرهم، و وقرت عالمهم، و لا تضربهم فيذلوا، و لا تستأثر عليهم بالفي‌ء فتغضبهم، و لا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم، و لا تجمّرهم‌ [1] في البعوث فتقطع نسلهم، و لا تجعل المال دولة بين الأغنياء منهم، و لا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم.

هذه وصيتي إياك، و أشهد اللّه عليك، و أقرأ عليك السلام.

رسالة عمر (ر) إلى ابي موسى الأشعري.

رواها ابن عيينة، و أبو بكر الهذلي و مسلمة بن محارب، رووها عن قتادة.

و رواها أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم، عن عبيد اللّه بن ابي حميد الهذلي عن ابي المليح أسامة الهذلي. أن عمر بن الخطاب كتب إلى ابي موسى الأشعري:

بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة، و سنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. آس‌ [2] بين الناس في مجلسك و وجهك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، و لا يخاف ضعيف من جورك. البينة على من ادعى و اليمين على من أنكر، و الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما. و لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك، و هديت فيه لرشدك، أن ترجع عنه إلى الحق فإن الحق قديم، و مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم عند ما يتلجلج في صدرك، مما لم يبلغك في كتاب اللّه و لا في سنة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم. أعرف الأمثال


[1] لا تجمرهم: لا تحبسهم عند العدو.

[2] آس: سو أجعل كل واحد أسوة الآخر.

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست