اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 2 صفحة : 230
بقبيح ما قارف [1] ، عن اقتدار ذوي الطهارة في الكلام، و ادلال اهل البراءة في الندى. هذه حال الحاطئ في عاجل الدنيا، فإذا كان يوم الجزاء الأكبر فهو عان لا يفك، و أسير لا يفادى، و عارية لا تؤدي. فاحذر عادة العجز و ألف الفكاهة، و حبّ الكفاية، و قلة الاكتراث للخطيئة، و التأسف على الفائت منها، و ضعف الندم في أعقابها.
أخي، أنعي إليك القاسي، فإنه ميّت و إن كان متحركا، و أعمى و إن كان رائيا. و احذر القسوة فإنها رأس الخطايا، و إمارة الطبع [2] . و هي الشوهاء العاقر، و الداهية العقام. و أراك ترتكض في حبائلها، و تستقبس من شررها. و لا بأس أن يعظ المقصر ما لم يكن هازلا. و لن يهلك أمرؤ عرف قدره. و رب حامل علم إلى من هو أعلم منه. علمنا اللّه و إياكم ما فيه نجاتنا، و أعاننا و إياكم على تأدية ما كلفنا. و السلام.
أحاديث طريفة
قال: و قلت لحباب: إنك لتكذب في الحديث. قال: و ما عليك إذا كان الذي أريد فيه أحسن منه. فو اللّه ما ينفعك صدقه و لا يضرك كذبه. و ما يدور الأمر إلا على لفظ جيد و معنى حسن. و لكنك و اللّه لو أردت ذلك لتلجلج لسانك، و لذهب كلامك.
و قال أبو الحسن: سمع أعرابي مؤذنا يقول: «أشهد أن محمدا رسول اللّه» . قال: يفعل ما ذا؟ قال: و كان يقال: أول العلم الصمت، و الثاني الاستماع، و الثالث الحفظ، و الرابع العمل به، و الخامس نشره.
أبو الحسن قال: قرأ رجل في زمن عمر بن الخطاب رحمه اللّه: فإن