responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 231

زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن اللّه غفور رحيم: فقال أعرابي لا يكون.

قال: و دخل على المهدي صالح بن عبد الجليل، فسأله أن يأذن له في الكلام، فقال: تكلم. فقال: إنا لما سهل علينا ما توعّر على غيرنا من الوصول إليك قمنا مقام الأداء عنهم و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، بإظهار ما في أعناقنا من فريضة الأمر و النهي، عند انقطاع عذر الكتمان في التقية، و لا سيما حين اتسمت بميسم التواضع، و وعدت اللّه و حملة كتابه إيثار الحقّ على ما سواه.

فجمعنا و إياك مشهد من مشاهد التمحيص، ليتم مؤدبنا على موعود الأداء عنهم، و قابلنا على موعود القبول، أو يردنا تمحيص اللّه إيانا في اختلاف السر و العلانية، و يحلينا تحلية الكاذبين، فقد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقولون: من حجب اللّه عنه العلم عذّبه على الجهل، و أشد منه عذابا من أقبل عليه العلم و أدبر عنه. و من أهدى اللّه إليه علما فلم يعمل فقد رغب عن هدية اللّه و قصر بها. فاقبل ما أهدى اللّه إليك على ألسنتنا قبول تحقيق و عمل لا قبولا فيه سمعة و رياء، فإنه لا يعدمك منا إعلام بما تجهل، أو مواطأة على ما تعلم، أو تذكير لك من غفلة. فقد وطن اللّه جل و عز، نبيه عليه السلام على نزولها تغزية عما فات، و تحصينا من التمادي، و دلالة على المخرج، فقال: وَ إِمََّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ اَلشَّيْطََانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ إِنَّهُ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ . فأطلع اللّه على قلبك بما ينوّر به القلوب، من إيثار الحق و منابذة الأهواء، فإنك إن لم تفعل ذلك ير أثرك و أثر اللّه عليك فيه. و لا حول و لا قوة إلا باللّه.

قال: و دخل رجل على معاوية، و قد سقطت أسنانه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الأعضاء يرث بعضها بعضا. فالحمد للّه الذي جعلك وارثها و لم يجعلها وارثتك.

و حدثنا اسماعيل بن عليّة قال: حدثنا زياد بن أبي حسان، أنه شهد عمر ابن عبد العزيز رحمه اللّه حين دفن ابنه عبد الملك، فلما سوي عليه قبره

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست