ففاجأني بغتا و لم أخش بينهم # و افظع شيء حين يفجؤك البغت
مضى لسليمى منذ ما لم ألاقها # سنون توالت بيننا خمس أو ست
و في النفس حاجات اليكم كثيرة # بربانها في الحي لو أخر الوقت
تأيمت حتى لامني كل صاحب # رجاء لسلمى أن تئيم كما إمت
لئن بعت حظي منك يوما بغيره # لبئس إذا يوم التغابن ما بعت
تمنى رجال أن أموت و عهدهم # بأن يتمنوا لو حييت إذا مت
و قد علموا عند الحقائق إنني # أخو ثقة ما إن ونيت و لا أنت
و أنى قد سيرت نبلي و إنني # كأني و قد وقعت أنصالها رشت
و قال أحمد بن المعذل: انشدني أعرابي من طيء:
و لست بميال إلى جانب الغنى # إذا كانت العلياء في جانب الفقر
و إني لصبّار على ما ينوبني # و حسبك إن اللّه أثنى على الصبر
خطبة الحجاج[في الكوفة]
حدثنا محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد، عن عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال:
خرج الحجاج يريد العراق واليا عليها، في اثني عشر راكبا على النجائب، حتى دخل الكوفة فجأة حين انتشر النهار، و قد كان بشر بن مروان بعث المهلب إلى الحرورية، فبدأ الحجاج بالمسجد فدخله، ثم صعد المنبر و هو متلثم بغمامة خز حمراء، فقال: علي بالناس!فحسبوه و أصحابه خوارج، فهموا به، حتى إذا اجتمع الناس في المسجد قام فكشف عن وجهه، ثم قال:
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا # متى اضع العمامة تعرفوني
أما و اللّه إني لأحتمل الشرّ بحمله، و احذوه بفعله، و أجزيه بنعله، و إني
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 2 صفحة : 210