اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 2 صفحة : 209
و قال آخر:
شيّب أصداغي فهن بيض # محامل لقدها نقيض
قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: لو تنخّل [1] رجل أخا شقيقا لم يأمل أن يبدو منه ما يبدو من الثوب ذي الحرق، فرحم اللّه رجلا أغضى على الأقذاء و استمتع بالظاهر.
قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: من ولّد الخير نتج له فراخا تطير بالسرور و من ولّد الشر انبت له نباتا مرا مذاقه، قضبانه الغيظ، و ثمره الندم.
و أنشد النضر بن شميل:
يحبّ بقائي المشفقون و مدني # إلى أجل، لو يعلمون، قريب
و ما أربي في أرذل العمر بعد ما # لبست شبابي قبله و مشيبي
و أنشد ابن الأعرابي:
يا ابن الزبير جزاك اللّه لائمة # هلا انتهيتم و في الأقوال تعتيب [2]
تنزو لتدرك من كعب غطارفة # هلا تستوي بسرة العرجون و الطيب [3]
كما ترى فرخ عش لا حراك به # و فوقه من نسال الريش تزغيب
ما فيكم قد علمنا من محافظة # يوم الحفاظ و لا خيّر لمنكوب
و أنتم تحت أوراق البيوت إذا # هبت شآمية درن طحاريب
أنتم مناخ الخنى قبحا لخلتكم # فكلكم يا بني البلقاء مقشوب
في ذمتي أن تضجوا من مصادمتي # كما تضجّ من الحر الجناديب
ما بين أدبس نتاج له ذفر # و مقصد القلب ذي ستين معصوب
خالي سماعة فاعلم، لا خفاء به # لقد هوى بك ياوتين شنخوب
صعب مناكبه تهوى الكماة به # خوفا و تصطادهم منه كلاليب