responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 65


و قيل فيه أيضا : إنّ المس هو التّناول باليد ، ويكون على هذا اللَّفظ لفظ الخبر ، والمعنى معنى النّهي كأنه نهى الحائض والجنب ، ومن جرى مجراهما من تناول المصاحف تنزيها لها ، وتعظيما لشأنها ، والوجهان قريبان ، فأما الآية فهي إخبار عن الجن المسترقة للسّمع وأنهم كانوا قبل الإسلام يقعدون من السّماء مقاعد تقرب الاستماع إلى الملائكة وتسهله في السّماء الدّنيا ، فكانوا يلتقطون من تجاورهم وتذاكرهم بما يوحى إليهم امتحانا لهم ما يلقونه على ألسن الكهنة حتى يتصوروا للنّاس بصورة من يعلم الغيب ، فيؤمنوا بهم وذلك من الإضلال ، وفساد الأدلة ما لا خفاء فيه ، فقالوا : قد كان هذا فلما بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلم منعنا من ذلك بما أرصد لنا من ثواقب النّجوم .
و قد اعتقد قوم أنّ انقضاض الكواكب ظهر في الإسلام لأنها جعلت رجوما للشياطين فيه ، وقد جاء في الشعر القديم تشبيه المسرع من الخيل وغيرها بمنقضّ الكواكب ، فالأقرب في هذا أنه كثر في الإسلام ، ومن قبل كان يتفق نادرا ، أو يكون جعلها رجوما إسلاميا وفيما تقدم من الزّمان لم يكن لذلك من الشأن فإنه تعالى قال : * ( وجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) * [ سورة الملك ، الآية : 5 ] وقوله تعالى لا يبدل ولا يدخل التسمح بل هو الوحي المحقق والخبر المصدق .
فإن قيل : من أين لك أنّ الملائكة كان يرد عليهم الوحي فيتدارسونه بينهم ويجاذبونه حتى توصّلت الشّياطين منه إلى الاستماع . قلت : يدل على مثل ذلك قوله تعالى : * ( وإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ) * [ سورة البقرة ، الآية : 30 ] الآية ، فتبيّن أنّه قدّم إلى الملائكة خبر ما أراده من آدم عليه السّلام وما كان من ذريته في الأرض امتحانا لهم . قوله تعالى : * ( فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً ) * [ سورة الجن ، الآية : 8 ] يعني الملائكة فدعاهم حرسا لما كان منهم من منع الشّياطين من السّمع . والحرس جمع حارس ، ومثله غائب ، وغيب . والشهب جمع شهاب ، وهو النّار ولو لا فعل اللَّه تعالى ذلك لكان الوحي إلى النّبي يتخلَّله الفساد ، بما يكون من الجن فله الحمد والشكر على نعمه في كل حال وسيجيء من الكلام من بعد فيه ما تزداد به هذه الجملة انشراحا إن شاء اللَّه تعالى .
و منه قوله تعالى : * ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله ) * [ سورة التوبة ، الآية : 36 ] الآية ، نبّه اللَّه تعالى على عدد الشهّور العربية ، وهي التي تسمّى شهور القمر . وميزان السنة اثنا عشر شهرا لأنّ القمر يجتمع مع الشّمس في مدة هذه الأيام اثنتي عشرة مرة ، أ لا ترى قوله تعالى : * ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً ، والْقَمَرَ نُوراً وقَدَّرَه مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ ) * [ سورة يونس ، الآية : 5 ] وكذلك فعلت الفرس بقسمة أيام السنة باثني عشر قسما ، وجعلوا أيام كل شهر ثلاثين يوما ، وزادوا في آخر ( ماه ابان ) خمسة أيام سموها اللَّواحق ، والمسرقة ،

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست