responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 66


و سمّوها الكبيسة وإنما زادوا ذلك لتتم سنة الشّمس .
و كذلك زادت الرّوم في أيام شهورهم ونقصت ، وكبست ليكون أيام سنتهم موافقة لأيام سنة الشّمس ، وهي ثلاث مائة وخمسة وستون يوما وربع يوم ، وذكر بعضهم أنّ العرب كانت تعمل الكبيسة أيضا لئلا تتغير أحوال فصول سنتهم ، وكان شتاؤهم أبدا في جمادي الأولى ، وجمادي الآخرة ، ويجمد الماء في هذين الشّهرين ولذلك سموهما بهذا الاسم ، ويكون صيفهم في شهر رمضان ، وشوال ، وسموا رمضان بهذا الاسم لشدّة الحر فيه ، ووجدوا أيام السّنة القمرية ثلاث مائة وأربعة وخمسين يوما ، وتنقص عن أيام السّنة الشّمسية نحو أحد عشر يوما ، وأحبوا أن تكون فصول سنتهم على حال واحدة لا تتغيّر ، وكانوا يكبسون في كل ثلاث سنين شهرا ، ويجعلون سنتهم ثلاثة عشر شهرا ويسمّونها النّسي إلى أن بعث محمد صلى اللَّه عليه وسلم ، وأنزل اللَّه تعالى هذه الآية : * ( إِنَّمَا النَّسِيءُ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 37 ] الآية فلم يكبس بعد ذلك ، فصار شهر رمضان يتقدم في كلّ سنة نحو أحد عشر يوما ، ويدور على جميع فصول السنّة في نحو ثلاثين سنة ، ولا يلزم نظاما واحدا ، وهذا الذي حكاه هذا الإنسان يبطله ما ذكره اللَّه تعالى ، ورواته نقلة الأخبار ، وسأبيّنه من بعد .
فقوله تعالى : * ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ الله ) * [ سورة التوبة ، الآية : 36 ] فالكتاب ها هنا هو الحكم والإيجاب أ لا ترى قوله تعالى : * ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ ) * * [ سورة البقرة ، الآية : 216 ] و * ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 12 ] ، والمعنى إنّ الواجب عند اللَّه أنّ عدد الشهور على منازل القمر وأنّ أعياد المسلمين وحجّهم وصلواتهم في أعيادهم وغير ذلك تدور وأنه أجراها على هذا المنهاج : * ( يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ ) * ، [ سورة التوبة ، الآية : 36 ] ثم قال تعالى : * ( مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ) * يريد من الأشهر ، أي جعل لها حرمة كما جعل البلد الحرام ، والبيت الحرام * ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 36 ] يريد دين الإسلام قوله تعالى : * ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 36 ] أي لا تدعوا مقاتلة عدوكم إذا قاتلوكم في هذه الأشهر ، فتكونوا معينين على أنفسكم وظالمين لها بكشف هذا قوله تعالى : * ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيه ) * [ سورة البقرة ، الآية : 217 ] ، والمعنى عن قتال في الشهر * ( قُلْ قِتالٌ فِيه كَبِيرٌ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 217 ] وقد تم جواب السؤال لكن اللَّه تعالى زاد في الكلام ما انشرحت به القصة وأتى من وراء القصة ، فقال : * ( وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ الله وكُفْرٌ بِه والْمَسْجِدِ الْحَرامِ وإِخْراجُ أَهْلِه مِنْه أَكْبَرُ عِنْدَ الله ) * [ سورة البقرة ، الآية : 217 ] ، فقاتلوهم فإنكم معذورون ، ومعنى قوله تعالى :
* ( كَافَّةً ) * جميعا ، ومحيطين بهم ومجتمعين . وانتصابه على الحال ، ومثل كافة قولهم : قاموا معا لا يدخلها الألف واللام ، وكذلك قاموا جميعا ، وقال الزّجاج : اشتقت من كفة الشيء

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست