responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 373


و ذكر بعضهم هذا فقال : خير الورد ما كان أوّل النّهار وشره ورد العشي حتى أنهم يتعايرون به ، وذكر البيت وخالفه آخر فقال : خير الورد ما وافق الحاجة ثم أنشد :

أوردها مهجرا يسار * يسار لا يروي يدا العشار ليس بإيراد العشيّ عار

قال أبو عبد اللَّه : والذي بسط له النبي صلى اللَّه عليه وسلم رداءه أشج عبد القيس واسمه عائذ بن عمرو ، وقال له : « فيك خصلتان يحبّهما اللَّه : الحلم والأناءة » قال : هما فيّ أو شيء جبلني اللَّه عليه ، فقال : « جبلك اللَّه عليه » فقال : الحمد للَّه الذي جبلني على ما أحبّ أو نحو ذلك .
و حكى هشام عن أبيه أنه أخبره رجل من رحبة حمير قال : كنت في جمة فبينا نسير في بعض مفاوز اليمن فأضلَّلهم بعارض عرض وقد سرت ثلاثا لا أرى أنيسا إذ دفعت إلى شجر وظلّ وماء معين . وقد ظمئت وأكللت فإذا أنا بشيخ له غديرتان بيضاوان كأنّهما ينطفان بالدّهان ، وعليه حلة كأنّها فارقت من يومها الصّبيان ، وبين يديه بغلان حضرميّتان كأن لم تنالا بوطء ، وهو قائم يصلَّي بقراب ما بين شجرات عم ، فدنوت وسلَّمت ، وإنّ رأسه ليحاذي قمّة رأسي وإنّي لعلى نجيب ساف عليك . ثم أنخت وشربت من الماء وسقيت بعيري وجلست وراءهما ، فلما أحس بجلوسي ركع وسجد ثم ردّ عليّ سلامي .
ثم قال : من أين وضح الرّاكب ؟ فقلت : من رمع فقال : ما بالك على غير سمت ؟
فقلت : ما زلت على لقم بهجم أؤم أطراف قوادم الفجر الأشمل ، ومنكب الأريب الأيمن حتّى هبطت بالأمس غوطا ملطاطا ، حين طفل الأصيل فبتّ حيث طخطخ اللَّيل بصري ، فلما تهّور اللَّيل شبه لي ثائبة رعاء فثاء ذلك عني بعض ما كان يشيزني ، ثم ثبت فحله أن قد استثبت فقمت إلى بعيري فغيرت عليه .
ثم ركبت أؤم الأصوات وكأنني في أكساء أهلها ، وما يزداد إلَّا بعدا فتفزّع عنّي سربال اللَّيل ، بين نعاف متواصية ، فزلت أخبطها سحابة يومي متوسّما تارة ومتعسّفا أخرى ، حتى رفع لي هذا السّواد ، حين نجهت من نقب ، ذلك القف فرمته حتى أضافني إليك هذا الضّوح ، فقال : حسبك بواقيه الموقى جنه - ولو كنت ذا خبر تكنه ، خطر ما هجمت عليه ما رأيت للنّوم سميرا ، فقابل النّعمة بالسّلام بشكرها ، فقال : يا بن أخي السّماء غطاء ، والأرض وطاء . وأما موطن وراء هذا الضّراء فقد أخذتني منه وحشة ، وقلت : يا عمي هل أنت بمخبري عمّا رأيت من عجائب الدّهر في مدة أيامك ؟ فقال : نعم أ رأيت النّعاف المتقابلات ، والغيطان المتواصيات اللَّواتي جرعتهن سائر اليوم ؟ قلت : نعم . قال : هل أحسست هنالك رسما واضحا ، وإثرا ماضحا ؟ قلت : لا . قال : واللَّه يا بن أخي لقد عهدت بتلك البيضة الفيحاء مجادل كالشّناخيب ، مشرفات المحاريب ، يرى الرّاكب شعافها من منزلة ثلاث ،

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست