responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 372


و هذا باب له جوانب ، وورّاد العرب مختلفة الطَّرق ، فمنهم من قال :

و لقد وردت الماء لون حمامة * لون الفريقة صفّيت للمدنف فصدرت عنه طاميا وتركته * يهتزّ علفته كأن لم يقشف

وقال آخر :

و ماء قد وردت أميم طام * على أرجائه زجل القطاط فبتّ أنهته السّرحان عنه * كلانا وارد حرّان ساط

وقال لبيد :

فوردنا قبل فراط القطا * إنّ من وردي تغليس النّهل طامي العرمض لا عهد له * بأنيس بعد حول قد كمل فهرقنا لهما في داثر * لضواحيه نشيش بالبلل

وقال العجّاج :

وردته قبل الذّباب العسال * وقبل إرسال قطا فإرسال بالقوم عبدا والمطي الكلال

وقال امرؤ القيس :

فأوردها من آخر اللَّيل مشربا * بلالق خضرا ماؤهنّ قليص

يعني : عيرا وأتنا ، فربّما قصدوا التحج بركوب الفلوات التي لم تسلك ، والمياه التي لم تورد ابعادا في الغزو ، واقتحاما على المهالك . وربما ذكروا التّوحّش ومجاورة الوحوش لذلك قال الشّنفري :

طريد خبايات تياسرن لحمه * عقيرته لا بأيماحن أوّل

بجناياته في القبائل حتى أسلمه ذووه وتبرؤوا من موالاته .
و قال :

و يشرب أسارى القط الكدر بعدما * سرت قربا أحياؤها يتصلصل

وربما قصدوا الافتخار فيه بورود أبواب الملوك ومنافرة الخصوم بها والسّعي في تحمّل الدّيات وإصلاح ما بين العشائر . وجعل المياه فراطة لهم لسبقهم كل الإغراء إليها يدل على هذا قوله :

و لا يردن الماء إلَّا عشية * إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست