الزّهرة [1] : بفتح الهاء من الشّيء الزّاهر ، ويكون من الحسن والبياض جميعا . والزّهور تلألؤ الشّمس . ومنه قولهم : زهرت بك زنادي . عطارد [2] : من الاضطراب : لأنّه في مرأى العين كأنه يرقص وهو من قولهم : شاء عطرد أي بعيد وكذلك سفر عطرد ، ويجوز أن يكون سمّي به لأنّه لا يفارق الشّمس فكأنّه عدّه لها ، والعطردة العدة يقال : عطرد هذا عندك ، أي عدة . القمر : من القمرة وهي البياض ، ويقال : تقمرت الشيء إذا طلبته في القمراء . وقال أحمد بن يحيى : إنمّا سمّي القمر ( ساهورا ) لأنه يخسف بالسّاهرة ، والسّاهرة الأرض ، قال اللَّه تعالى : * ( فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) * [ سورة النازعات ، الآية : 14 ] أي أرض القيامة ، وذلك أنّ القمر خسوفه بظل الأرض وحجزها بينه وبين الشّمس . وقال قطرب : بهور القمر علوّه في الظَّهور وأنشد :
إذ فارس الميمون يتبعهم * كالطَّلق يتبع ليلة البهر
( و الكوكب الدّرّي ) منسوب إلى الدّر لضيائه ، وإن كانت الكواكب أكثر ضوءا من الدّر كأنه يراد : يفضل الكواكب لضيائه كما تفضل الدّر سائر الحب ودري بلا همزة وبكسر أوّله حملا على وسطه وآخره لأنّه تثقل عليهم ضمة بعدها كسرة . وما آن كما قيل كرسي في الكرسي ودرّي فقيل من النّجوم الدّراري التي تدرأ : أي ينحط ويسير متدافعا . يقال : درأ الكوكب إذا تدافع منقضا فيضاعف ضوؤه ولا يجوز أن يضم الدّال ويهمز ، لأنّه ليس في الكلام فعيل . و مثال : درّي فعلي منسوبا إلى الدّر ويقال : درأ بضوئه يدرأ درأ ودروا ودرأت له بساطا : أي بسطته ، ويجوز دري إذا جعلته منسوبا إلى إندر ، فيلحقه تغيّر النّسبة ، لأنّ النّسبة تغير لها الكلمة كثيرا ، ويقال : كسفت الشّمس وكسفها اللَّه وخسف القمر وخسفه اللَّه ، وطلعت الشّمس ، ونجم النّجم وغربت الشّمس وصغا القمر وخفق النّجم وصغا أيضا ، ويقال : تعرّضت الثّريّا في السّماء : إذا زالت عن كبد السّماء إلى ناحية المغرب ، وجنحت الثّريّا قال : و أيدي الثّريا جنح في المغارب . وقال آخر :
و كأنّ غالية تباشرها * بين الثّياب إذا صغا النّجم
[1] في الجواهر دور الزّهرة حول الشّمس في مائتين وأربع وعشرين يوما وسبع عشرة ساعة . [2] دور عطارد حول الشّمس سبع وثمانين يوما وثلاث وعشرين ساعة .