دون الشّمس فهو أسرع من الشّمس بينا ترى أحدها آخر البروج كرّ راجعا إلى أوّله ، ولذلك لا ترى الزّهرة في وسط السّماء أبدا وإنّما تراها بين يدي الشّمس أو خلفها ، وذلك أنّها أسرع من الشّمس ، فتستقيم في سيرها حتى تجاوز الشّمس ، وتصير من ورائها ، فإذا تباعدت عنها ظهرت بالعشاء في المغرب فترى كذلك حينا ثمّ تكرّ راجعة نحو الشّمس حتى تجاوزها فتصير بين يديها ، فتظهر حينئذ في الشّرق بالغدوات . وهكذا هي أبدا ، فمتى ما ظهرت في المغرب فهي مستقيمة ، ومتى ما ظهرت في المشرق فهي راجعة وكل شيء استمرّ ثم انقبض : فقد خنس ، كما أنّ كلّ شيء استتر فقد كنس . زحل [1] : واشتقاقه من زحل مزحلا إذا بعد ، ويقال : زحلت النّاقة إذا تباطأت في سيرها وتأخرت وهو معدول عن زاحل وزاحل معرفة . المشتري [2] وهو من شرى البرق إذا استطار لمعانا ، ويقال : شرى وشرى ومنه استشرى غيظا ويقال : شرى يشرى إذا لجّ وتشدّد ومنه سميت الشّراة لتشدّدهم في الدّين . و قال بعضهم : إنما تسمّوا بالشّراة ذهابا إلى قول اللَّه تعالى : * ( إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 111 ] . المريخ [3] : فقيل من المرخ كأنّه يوري نارا لأنّ المرخ شجر سريع الوري ومن أمثالهم : في كلّ شجر نار . واستمجد المرخ والعفار ، ويجوز أن يكون سمّي به لبعد مذهبه ، ومنه المرّيخ السّهم الخفيف الرّبع قذذ يجعل للغلاء وهو بعد الرمي ويقال : هو من غلوة السّهم . الشّمس [4] : قال الخليل : الشّمس عين الضح . وبه سمّيت معاليق القلادة وقيل هو من المشامسة لأنّها نحس في المقارنة وإن كانت سعدا في النظر ومنه شمس لي فلان إذا ظهرت عداوته .
[1] قال صاحب الجواهر : مدة دوره حول الشّمس مرة في عشرة آلاف وسبع مائة وتسع وخمسين يوما وساعتين . [2] وفيه أيضا مدة دور المشتري حول الشّمس مرة في أربعة آلاف وثلاث مائة واثنتين وثلاثين يوما وأربع عشرة ساعة . [3] في الجواهر دور المرّيخ حول الشّمس مرة في ست وثمانين يوما وثلاث وعشرين ساعة . 12 القاضي محمد شريف الدين عفا عنه . [4] في جواهر الحقائق قطر الشّمس ( 883246 ) ميلا . 12 .