اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 594
وقولُه تعالىَ
: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا
فِي الْآفاقِ) [فصلت : ٥٣] قال الزَّجَّاجُ : معناه : نُرِيهِم الأَعْلامَ التى تَدُلُّ
على التَّوحيدِ فى الآفاقِ ، أىْ آثارَ مَنْ مَضَى قَبْلهم من خَلْقِ اللهِ فى
كُلِّ البلادِ وفى أَنفُسِهِم ، من أنهم كانوا نُطَفًا ثم عَلَقًا ثم مُضَغًا ثم
عِظامًا كُسِيَتْ لَحْمًا ، ثم نُقِلُوا إلى التَّمْيِيزِ والعَقْلِ ، وذلك كُلُّهُ
دَليلٌ على أن الذى فَعَلَهُ واحِدٌ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ).
* والآيَةُ : العِبْرَةُ ، وجمعها : آيٌ ، وقولُهُ تعالىَ : (وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) [المؤمنون : ٥٠] ولم يَقُلْ آيَتَيْنِ
؛ لأن المَعْنَى فيهما
مَعْنَى آيَةٍ واحِدةٍ ، ولو قيلَ : آيَتَيْنِ
لجازَ ؛ لأنه قد كانَ
فى كُلِّ واحِدٍ منهما ما لم يَكُن فى ذَكَرٍ ولا أُنْثَى : من أنَّها وَلَدَتْ من
غيرِ فَحْلٍ ، ولأنّ عِيسَى ـ عليهالسلامُ ـ رُوحٌ من اللهِ أَلقَاهُ إِلى مَرْيَمَ ، ولم يَكُنْ
هذا فى ولدٍ قَطُّ.
وقالُوا :
افْعَلْهُ بآيةِ كَذا ، كما تقولُ : بعَلامَةِ كَذا وأَمَارَتِه ، وهى
من الأسماءِ المُضَافَةِ إلى الأفعالِ كَقَوْلِه :
فظُهورُ
العَيْنِ فى آيائِهِ يَدُلُّ على كونِ العَيْنِ ياءً ، وذلك أنَّ وَزْنَ آياءٍ : أفعَالٌ ، ولو كانتِ
[١] كذا فى الأصل
المخطوط ، وفى اللسان (أيا) : أيّا.
[٢]البيت لبرج بن
مسهر الطائى فى لسان العرب (أيا) ، ومقاييس اللغة ١ / ١٦٩ ، وتاج العروس (أيى) ،
وللبرجمى فى لسان العرب (قفف) ، وتاج العروس (قفف).
[٣]البيت للأعشى فى
خزانة الأدب ٦ / ٥١٢ ، ٥١٥ ، ولسان العرب (سلم) ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى
جمهرة اللغة ص ٢٥٠ ، ولسان العرب (أيا) ، وهمع الهوامع ٢ / ٥١.
[٤]الرجز بلا نسبة
فى سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٦٠ ، ولسان العرب (رمد) ، (أيا) ، (ثرا) ، وتهذيب اللغة
١٥ / ١١٥ ، وجمهرة اللغة ص ٦٣٩ ، والمخصص ١١ / ٤١ ، ١٦ / ٧٦ ، وتاج العروس (ثرى).
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 594