responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 593

فالكافُ زائدِةٌ كزِيَادَتِهَا فى (كذا وكذا) ، فإذا كانَتْ زَائِدةً فليسَتْ مُتَعَلِّقةً بفِعْلٍ ولا بمِعْنَى فِعْل ، والأُنْثَى من كلِّ ذلكَ (أَيَّةٌ) ، وربما قيل : (أيُّهنَ) مُنْطَلِقَةٌ تريدُ : أيَّتهُنَ.

* وأيٌ : اسْتِفهامٌ فيه مَعْنَى التعَجُّبِ ، فتكونُ حينئِذٍ صِفَةً للنَّكِرَةِ وحالاً للمِعْرِفَةِ ، نَحْوَ ما أَنشَدَهُ سِيبَويهِ من قولِ الرَّاعى :

فَأَوْمَأْتُ إيماءً خَفِيّا لحَبْتَرٍ

وللهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيُّمَا فَتَى[١]

أى : أَيُّمَا فتًى هُوَ ، يَتَعَجَّبُ من اكتفائِهِ وشِدَّةِ غَنَائِهِ.

* وأَيٌ : اسمٌ صِيغَ لِيُتَوصَّلَ بها إلى نداءِ ما دَخَلَتْه الألِفُ واللامُ كقولِكَ : يَأَيُّها الرَّجُلُ ، ويَأَيُّها الرَجُلانِ ، ويَأَيُّها الرِّجَالُ ، ويَأَيَّتُها المَرْأَةُ ، ويَأَيَّتُها المَرْأَتَانِ ، ويَأَيَّتُها النِّسْوَةُ ، ويَأَيُّها المَرْأَةُ ، ويَأَيُّها المَرْأَتَانِ ، ويَأَيُّها النِّسْوَةُ. وأَمَّا قَولُهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) [النمل : ١٨] فقد يكونُ على قولِكَ : يَأيُّها المَرْأَةُ ويَأَيُّها النِّسْوَةُ ، وأما ثَعْلَبٌ فقال : إنَّما خَاطَبَ النَّمْلَ بِيَأَيُّها لأنه جَعَلَهُم كالنَّاسِ فقالَ : يأَيُّها النَّمْلُ ، كما تقولُ للنَّاسِ : يَأَيُّها النَّاسُ ، ولم يَقُلِ : ادخُلِى لأنَّها كالناسِ فى المخاطَبَةِ. وأَيّ : نِداءٌ مُفْرَدٌ مُبْهَمٌ ، (والذين) [٢] : فى مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةٌ لأَيُّها ، هذا مذهَبُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيهِ ، وأما مَذْهَبُ الأَخْفَشِ : فالَّذِينَ : صِلَةٌ لأَيٍّ ، ومَوْضِعُ الذينَ رَفْعٌ بإِضْمَارِ الذِّكْرِ العَائدِ على أَيٍّ ، كأنَّهُ على مَذْهَبِ الأَخْفَشِ بمنزلَةِ قولِكَ : يا مَنِ الَّذِينَ ، أى : يا مَنْ هُمُ الَّذِينَ ، و (ها) لازِمَةٌ لأَىٍّ عِوضًا مما حُذِفَ منها لِلإِضافَةِ وزيادَةً فى التَّنبيهِ ، (وأيٌ) فى غَيرِ النِّداءِ لا يَكُونُ فيها (ها) ، ويُحْذَفُ معها الذِّكْرُ العائِدُ عليها تقولُ : اضرِبْ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأيَّهُم أَفْضَلُ ، تريدُ : اضرِبْ أيَّهمُ هو أَفْضلُ ، وأجازَ المازِنىُّ نَصْبَ صِفَةِ أَيّ ، يأيُّها الرَّجُلَ أَقبِلْ ، وهذا غيرُ معروفٍ.

* والآيَةُ : العَلامَةُ والشَّخْصُ ، وزنُها (فَعَلَةٌ) فى قولِ الخَليلِ ، وذهَبَ غيرُهُ إلى أن أصْلَهَا أَيَّةٌ (فَعْلَةٌ) فَقُلِبَتِ الياءُ أَلِفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها ، وهذا قَلْبٌ شاذٌّ كما قَلَبُوها فى حَارِىٍّ وطائِىٍّ إلا أن ذلك قليلٌ غيرُ مَقِيسٍ عليه ، والجمعُ : آياتٌ وآيٌ ، وآياءٌ جَمْعُ الجَمْعِ نادِرٌ ، قال :

لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من آيائِه

غَيْرَ أثافيهِ وأَرْمِدائِهِ [٣]


[١] البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٣ ولسان العرب (ثوب) (حبتر) (وأى).

[٢] كذا فى الأصل المخطوط ، ولم يسبق ذكر (الذين) ، وفى اللسان (أيا) : « وأما قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... فيا أى : نداء مفرد مبهم ... » إلخ.

[٣]الرجز بلا نسبة فى سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٦٠ ، ولسان العرب (رمد) ، (أيا) ، (ثرا) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ١١٥ ، وجمهرة اللغة ص ٦٣٩ ، والمخصص ١١ / ٤١ ، ١٦ / ٧٦ ، وتاج العروس (ثرى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست