responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 368

الخليل قول بعضِ العربِ : لَبِ ، يُجْرِيه مُجْرَى أَمْسِ وَغاقِ ، قال : ويَدُلُّكَ على أن لَبَّيْكَ ليْسَتْ بِمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ أنك إذا أظْهَرْتَ الاسمَ قُلْتَ : لَبَّىْ زَيْدٍ ؛ وأنْشَدَ :

دَعَوْتُ لما نَابَنِى مِسْوَرًا

فَلَبَّى فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرِ[١]

فلو كان بِمَنْزِلةِ على لَقُلْتَ فَلَبَّى يَدَىْ لأنك تقول على زيدٍ إذا أظهرت الاسمَ ؛ قال ابن جِنِّى : الألِفُ فى لَبَّى عند بَعْضِهم هى ياءُ التَّثْنِيَةِ فى لبَّيْكَ ، لأنه اشْتَقَّ من الاسمِ المثَنَّى [٢] الذى هو الصوتُ مع حرف التَّثْنِيَةِ فِعْلاً ، فجموعه من حُروفِهِ كما قالوا مِنْ لا إِله إِلّا اللهُ : هَلَّلْتُ ، ونَحوُ ذلكَ ؛ فاشْتَقُّوا لَبَّيْتُ من لفظِ لَبَّيْكَ ، فجاءوا فى لفظِ لَبَّيْتُ بالياءِ التى للتَّثْنِيَةِ فى لَبَّيْكَ ، وهذا قول سيبويه.

وأمَّا يونسُ فَزَعَمَ أن لَبَّيْكَ اسمٌ مُفْرَدٌ ، وأصلُه عِنْدَه لَبَّبٌ وَزْنُه فَعْلَلٌ ، قال : ولا يجوز أن تَحْمِلَهُ على فَعَّلٍ لِقلَّةِ فَعَّلٍ فى الكلام وكثرِة فَعْلَلٍ ، فقَلَبَ الباءَ التى هى اللَّامُ الثانيةُ من لَبَّبٍ ، ياءً ، هربا من التَّضْعيفِ ، فصار لَبَّىْ ؛ ثُمَّ أبْدَلَ الياءَ ألفًا لِتَحرُّكها وانفتاحِ ما قبلها فصار لَبَّىْ ، ثمَّ إنَّه لمَّا وُصِلَتْ بالكافِ فى لَبَّيْكَ وبالهاء فى لَبَّيْهِ قلبتِ الألفُ ياءً كما قُلِبَتْ فى : [إِلَى][٣] وَعَلَى وَلَدَى ، إذا وَصَلْتَها بالضَّميرِ ، فقلتَ : إِلَيكَ وعليكَ ولدَيْكَ ، واحْتجَّ سيبويه على يونسَ فقال : لو كانت ياءُ لبيكَ بمنزلة ياءِ عليكَ ولَدَيْكَ لَوَجَبَ متى أَضَفْتَها إلى المُظْهَرِ أن تُقِرَّها أَلِفًا ، كما أنَّك إذا أَضَفْتَ (عليك) وأُخْتَيْها إلى المُظْهَرِ أَقْرَرْتَ أَلِفَها بِحالِها ، ولَكُنْتَ تقولُ : على هذا لَبَّا زَيْدٍ ولَبَّا جَعْفَرٍ ، كما تقولُ : إلى زَيْدٍ وعلى عمرو وَلَدَى خالدٍ ، وأنشدَ قولُه :

*فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرٍ*

قال : فقوْلُه : لَبَّىْ ـ بالياء ـ مع إضافَتِهِ إلى المُظْهَرِ يَدُلُّ على أنه اسمٌ مُثَنّى بِمَنْزِلَةِ غُلامَىْ زَيْدٍ.

* وَلبَّاهُ قال : لَبَّيْكَ ، ولَبَّى بالحَجِّ كذلك ، وقول المُضَرِّبِ بنِ كَعْبٍ :

فقُلْتُ لها : بَيْئِى إليكِ فإننى

حرامٌ وإنِّى بعدَ ذاكِ لَبِيبُ[٤]


[١]البيت لرجل من بنى أسد فى الدرر ٣ / ٦٨ وبلا نسبة فى لسان العرب (لبى) (لبب) ، (سور).

[٢] كذا فى المخطوط وفى اللسان المَبْنىِّ.

[٣] سقطت من المخطوط ويقتضيها السياق بعدها وأثبتناها من اللسان (لبب).

[٤]البيت بلا نسبة فى لسان العرب (لبب) ، وأمالى القالى ٢ / ١٧١ ، وتاج العروس (لبب).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست