responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 345

الواحد ، وأراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأنهما كأنهما كلاهما شىءٌ واحد مفرد ، وعلى ذلك قول الشاعر :

أيا بنةَ عبدِ اللهِ وابنةَ مَالكٍ

ويا بنَة ذى الجَدَّيْنِ والفَرَسِ الوَرْد

إذا ما صَنَعتِ الزادَ فالتمسى لَهُ

أكيلاً فإنِّى لَسْتُ آكِلَهُ وَحدى[١]

فإنما أراد : يا بنة عبد الله ومالكِ وذى الجدَّينِ لأنّها واحدةٌ ، ألا تراه يقول : صنعتِ ، ولم يقل : صنعتُنَّ ، فإذا جاز هذا فى المضاف والمضاف إليه كان فى الصلّة والموصول أسوغَ ؛ لأن اتصال الصلّة بالموصول أشدُّ من اتصال المضاف إليه بالمضاف ، وعلى هذا قول الأعرابى ، وقد سأله أبو الحسن الأخفش عن قول الشاعر :

*بناتُ وِطاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ* [٢]

فقال له : أين القافية؟

فقال : خدّ الليل.

قال أبو الحسن الأخفش : كأنه يريد الكلام الذى فى آخر البيت قلّ أو كثر ، فكذلك أيضًا تجعل ما ترى ، ما ترى (ما وترى) جميعًا القافية ، وتجعل (ما) مرة مصدرا وأخرى بمنزلة الذى ، فلا يكون فى الأبيات إيطاء.

وتلخيص ذلك : أن يكون تقديرها : أما ترانى رجلاً كرؤيتك أحمل فوقى بزتى كمرئيِّك على قلوصٍ صعبة ، كعلمك. أخاف أن تطرحنى ، كمعلومك ، فما ترى فيما ترى.

كمعتقدك ، فيكون ما ترى مرّة رؤية العين ، ومرّة مرئيّا ومرة علمًا ، ومرَّة معلومًا ، ومرّة معتقدًا ، فلما اختلفت المعانى التى وقعت عليها (ما) واتصلت ترى (بما) فكانت جُزءًا منها لاحقًا بها صارت القافية (ما) و (ترى) جميعًا. كما صارت فى قوله : [خذ الليل][٣] هى (خدّ الليل) جميعًا لا الليل وحده. فهذا قياسٌ من القوّة بحيث تراه.

فإن قلت : فما رَوِىّ هذه الأبيات؟

قيل : يجوز أن يكون رَوِيُّها الألف ، فتكون مقصورة يجوز معها سعى وأى ؛ لأن الألف لام الفعل كألف سعا وسلا ، والوجه عندى أن تكون رائيَّةً لأمرين :

أحدهما : أنها قد التُزِمت. ومن غالب عادة العرب ألا تلتزم أمرًا إلا مع وجوبه ، وإن


[١]لحاتم الطائى فى ديوانه ص ٢٩٥ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٨٥ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (رأى).

[٢] الرجز لأبى ميمون النضر بن سلمة فى لسان العرب (نقا) ، (خدد) ، (ليل) ، (رأى).

[٣] ليست فى المخطوط ، وأثبتناها من اللسان : (رأى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست