responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 240

قالَ الكِسائِىُّ : يَلْزَمُ من خَفَّفَ ، فأَلْقَى إِحْدَى الباءَيْنِ أن يَقُول : رُبْ رَجُلٍ ، فيُخْرِجُه مُخْرَجَ الأَدَواتِ ، كما يَقُولُونَ : لِمَ صَنَعْتَ ، ولِمْ صَنَعْتَ ، وبأَيِّمَ جِئْتَ ، وبأَيِّمْ جِئْتَ ، وما أَشْبَه ذلَك. وقالَ : أَظُنُّهُم إنَّما امْتَنَعُوا من جَزْمِ الباءِ ، لكَثْرَةِ دُخولِ التّاءِ فيها ، فى قَوْلِهِم : رُبَّتَ رَجُلٍ ، ورُبَتَ رَجُلٍ. يريدُ الكِسائىُّ أَنَّ تاءَ التَّأْنِيثِ لا يَكُونُ ما قَبْلَها إلا مَفْتُوحًا ـ أو فِى نِيَّةِ الفَتْح ـ فلمّا كانَت تاءُ التَّأْنِيثِ تَدْخُلُها كَثِيرًا امْتَنَعُوا من إسْكانِ ما قَبْلَ هاءِ التَّأْنِيثِ.

قالَ : فآثَرُوا النَّصْبَ ، يَعْنِى بالنَّصْبِ الفَتْحَ.

قال اللِّحْيانِىُّ : وقالَ لِىَ الكِسائِىُّ : إِن سَمِعْتَ بالجَزْمِ يَوْمًا فقَدْ أَخْبَرْتُكَ. يُرِيد إِن سَمِعْتَ أحَدًا يَقُولُ : رُبْ رَجُلٍ. فلا تُنْكِرْه ؛ فإِنَّه وَجْهُ القِياسِ.

قال اللِّحْيانِىُّ : ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ « رَبَّما » ولا « رَبَما ».

وقَوْلُهم : رُبَّهُ رَجُلاً ، ورُبَّها امْرَأَةً ، أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ثُمّ أَلْزَمَتْه التَّفْسِيرَ ، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ ما أَوْقَعَتْ بهِ الالْتِباسَ. ففَسَّرُوه بذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِى هو قَوْلُهم : « رَجُلاً » أو « امْرَأَةً ».

وقالَ ابنُ جِنِّى مَرَّةً : أَدْخَلُوا رُبَ عَلَى المُضْمَرِ ، وهُوَ على نِهايَةِ الاخْتِصاصِ ، وجازَ دُخُولُها على المَعْرِفَةِ فى هذا المَوْضِعِ لمُضارَعَتِها النَّكِرَةَ ، بأَنَّها أُضْمِرَتْ عَلَى غيرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ومن أَجْلِ ذلكِ احْتاجَتْ إِلى التَّفْسِيرِ بالنَّكِرَةِ المَنْصُوبَةِ ، نَحْو « رَجُلاً » ، و « امْرَأَةً » ولو كانَ هذا المُضْمَرُ كسائِرِ المُضْمَراتِ لَمَا احْتاجَتْ إِلى تَفْسِيرٍ.

والعَرَبُ تُسَمِّى جُمادَى الأُولَى : رُبّا ورُبَّى ، وذَا القَعْدَةِ : رُبَّةَ.

وقال كُراع : رُبَّةُ ، ورُبَّى جَمِيعًا : جُمادَى الآخِرَةُ ، وإِنَّما كانُوا يُسَمُّونَها بذلِكَ فى الجاهِلِيَّةِ.

* والرَّبْرَبُ : القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ.

وقِيلَ : من الظِّباءِ ، ولا واحِدَ لَه ، قالَ :

بأَحْسَنَ من لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ

غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ[١]

وقال كُراع : الرَّبْرَبُ : جَماعَةُ البَقَر ما كانَ دُونَ العَشَرَةِ.

مقلوبه : ب ر ر

* البِرُّ : الصِّدْقُ ، والطّاعَةُ. وفى التَّنْزِيلِ : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ


[١] البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ربب) ، (دور) ؛ وتاج العروس (ربب) ، (دور).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست