responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 241

وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ١٧٧]. أرادَ ولكِنَ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمَنَ باللهِ ، وهو قَوْل سِيبَوَيْهِ. وقالَ بَعْضُهم : ولكَنَّ ذا البِرِّ مَنْ آمن بالله.

قالَ ابنُ جِنِّى : والأوَّلُ أجْوَدُ ؛ لأَنَّ حَذْفَ المُضافِ ضَرْبٌ من الاتِّساعِ ، والخَبَرُ أَوْلَى بذلِكَ من المُبْتَدَأ ؛ لأَنّ الاتِّساعَ بالأَعْجازِ أَوْلَى منه بالصُّدُورِ.

وأَمّا ما رُوِىَ من أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ. قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يَقُولُ : « لَيْسَ مِنَ امْبِرِّ امْصِيامُ فِى امْسَفَر » [١].

يريدُ « ليْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيامُ فِى السَّفَرِ » فإنَّه أَبْدَلَ لامَ المَعْرِفَةِ مِيمًا ، وهو شاذٌّ لا يَسُوغُ ، حَكاهُ ابنُ جِنِّى عَنْه ، قالَ : ويُقالُ : إِنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عن النَّبِىِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيرَ هذا الحدِيثِ.

ونَظِيرُه فى الشُّذُوذِ ما قَرَأْتُه عَلَى أَبِى عَلِىٍّ بإِسْنادِه إِلى الأَصْمَعِىِّ : قالَ : يُقالُ : بَناتُ مَخْرٍ ، وبَناتُ بَخْرٍ : وهُنَّ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ ، بِيضٌ مُنْتَصِباتٌ فى السَّماء.

* وبَرَّةُ : اسمٌ عَلَمٌ لمَعْنَى البِرِّ. فلذلِك لم يُصْرَف ؛ لأَنَّه اجْتَمَعَ فيه التَّعْرِيفُ ، والتَّأْنِيثُ.

وقد تَقَدَّمَ فى « فَجارِ ». قالَ النّابِغَةُ :

إِنّا احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا

فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ[٢]

وقَدْ بَرَّ رَبَّه.

* وبَرَّتْ يَمِينُه تَبَرُّ ، وتَبِرُّ ، بَرّا ، وبِرّا ، وبُرُورًا : صَدَقَتْ.

* وأَبَرَّها : أَمْضاهَا عَلَى الصِّدْقِ.

* والبَرُّ : الصّادِقُ. وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور : ٢٨].

* وبُرَّ عَمَلُه ، وبَرَّ ، بَرّا ، وبُرُورًا. وأَبَرَّ ، وأَبَرَّهُ اللهُ.

قالَ الفَرّاءُ : بُرَّ حَجُّه. فإِذا قالُوا : أَبَرَّ اللهُ حَجَّكَ ، قالُوه بالأَلِفِ.

قال : والبِرُّ فى اليَمِينِ مِثْلُه.

وقالُوا فى الدُّعاءِ : مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ، ومَبْرُورًا مَأْجُورًا ، تَمِيمُ تَرْفَعُ على إِضمارِ أَنْتَ ، وأَهْلُ الحِجازِ يَنْصِبُون على تقدير اذْهَبْ مَبْرُورًا.

* ورَجُلٌ بَرٌّ ، من قَوْمٍ أَبْرارٍ.


[١]« شاذ ، بل منكر » : انظر الإرواء (٤ / ٥٨) ..

[٢] البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب (برر) ، (فجر) ، (حمل) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس (أنن).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست