responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 196

وحَكَى سِيبَوَيْهِ عن بعضِ العَرَبِ : اليوم الثِّنَى. وقال : أَمّا قَوْلُهم : « الاثْنانِ ». فإِنَّما هُو اسمُ اليَوْمِ ، وإِنَّما أوقَعَتْه العَرَبُ على قَوْلِكَ : « اليومُ يَوْمان » و « اليَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ من الشَّهْرِ » ولا يُثَنَّى ، والَّذِين قالُوا : « أَثْناء » جاءُوا به عَلَى الإثْنِ ، وإن لم يُتَكَلَّمْ به ، وهو بمَنْزِلَةِ الثُّلاثاءِ ، والأَرْبعاءِ ، يَعْنِى أَنه صارَ اسْمًا غالبًا.

قالَ اللِّحْيانِىُّ : وقد قالُوا ـ فى الشِّعِر : « يومُ اثْنَيْنِ » بغير لامٍ. وأَنْشَدَ لأَبِى صَخْرٍ الهُذَلِىِّ :

أَرائِحٌ أَنْتَ يَوْمَ اثْنَيْنِ أَم غادِى

ولَمْ تُسَلِّم عَلَى رَيْحانَةِ الوادِى[١]

قالَ : وكانَ أُبو زِيادٍ يَقُول : « مَضَى الاثْنانِ بما فِيه » ، فيُوَحِّدُ ويُذَكِّرُ ، وكَذا يَفْعَلُ فى سائِرِ أَيّامِ الأُسْبُوع كُلِّها ، وكان يُؤَنِّثُ الجُمُعَةَ.

وكانَ أَبُو الجَرّاحِ يَقُولُ : « مَضَى السَّبْتُ بما فِيه ، ومَضَى الأَحَدُ بِما فِيه ، ومَضَى الاثْنانِ بما فِيهِما ، ومَضَى الثُّلاثاءُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَى الأرْبعاءُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَى الخَمِيسُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَت الجُمُعَةُ بما فِيها ». كانَ يُخْرِجُها مُخْرَجَ العَدَدِ.

قال ابنُ جِنِّى : اللّامُ فى « الاثْنَيْن » غير زائدةٍ ، وإِنْ لم يَكُنِ « الاثْنانِ » صِفَةً ، قال أَبُو العَبّاسِ : إِنّما جازَ دُخُول اللّامِ عليهِ ؛ لأَنَّ فيه تَقْدِيرَ الوَصْفِ ، أَلا تَرَى أَنَّ مَعْناهُ اليَوْمُ الثّانِى؟ وكذلك أَيضًا اللامُ فى الأَحَدِ ، والثُّلاثاءِ ، والأَرْبعاءِ ، ونحوِها ؛ لأَنَّ تَقْدِيرَها الواحدُ ، والثانِى ، والثالِثُ ، والرابعُ ، والخامِسُ ، والجامعُ ، والسّابِتُ.

والسَّبْتُ : القَطْعُ ، وقيل : إِنّما سُمِّىَ بذلك لأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ، أَوَّلُها الأحدُ ، وآخِرُها الجُمُعَةُ ، فأَصْبَحَتْ يومَ السَّبتِ مُنْسَبِتَةً ، أَى : قد تَمَّتْ ، وانْقَطَعَ العَمَلُ فيها.

وقِيلَ : سُمِّىَ بذلِك لأَنَّ اليَهُودَ كانُوا يَنْقِطِعُون فيه عن تَصَرُّفِهِم. ففِى كلا القَوْلَيْنِ مَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ.

وحَكى ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابىِّ : « لا تكُنْ اثْنَوِيّا » أَى : مِمَّنْ يَصُومُ الاثْنَيْن وَحْدَه.

* والمَثانِى ـ من أَوْتَارِ العُودِ ـ : الذى بعد الأَوّل ، واحدها : مَثْنًى.

* والمثانِى ـ من القُرْآن ـ : ما ثُنِّىَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ.

وقِيل : فاتحِةُ الكِتَابِ ، قالَ ثَعْلبٌ : لأَنَّها تُثَنَّى مع كُلِّ سُورةٍ.

وقِيلَ : المَثانِى : سُوَرٌ أوَّلُها البَقَرَةُ ، وآخِرُها بَراءَةٌ.


[١] البيت لأبى صخر الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٩٣٩ ؛ ولسان العرب (ثنى) ؛ وتاج العروس (ثنى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست